الاتصال، ثم انظر إلى قول عمر بن أبي ربيعة؛ الذي نفى الكلام اللفظي عن محبوبته، وأثبت لعينها الكلام، وذلك في قوله:[الطويل]
أشارت بطرف العين خيفة أهلها... إشارة محزون ولم تتكلّم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا... وأهلا وسهلا بالحبيب المتيّم
والدليل على الكلام فيما نطق به لسان الحال قول نصيب بن رباح:[الطويل]
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
الإعراب:{قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {أَعُوذُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«أنا». {بِرَبِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (رب): مضاف، و {النّاسِ:} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وجملة:{أَعُوذُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قُلْ..}. إلخ مبتدأة لا محل لها. {مَلِكِ النّاسِ (٢) إِلهِ النّاسِ:} قال الجلال المحلي: بدلان، أو صفتان، أو عطفا بيان، وأظهر المضاف إليه فيهما زيادة للبيان؛ لأنه يقال لغيره: رب الناس كقوله تعالى: {اِتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ} الآية رقم [٣١] من سورة (التوبة)، وقد يقال: ملك الناس، وأما {مَلِكِ النّاسِ} فخاص، لا شركة فيه فجعل غاية للبيان، و {مَلِكِ:} مضاف، و {النّاسِ:} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل، أو الصفة المشبهة لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، ومثله ما بعده. {مِنْ شَرِّ:} متعلقان بالفعل: {أَعُوذُ،} و (شر): مضاف، و {الْوَسْواسِ:} مضاف إليه. {الْخَنّاسِ:} بدل من {الْوَسْواسِ،} أو صفة له.
{الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة، أو بدل من {الْوَسْواسِ،} أو هو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير: أذم الذي، أو هو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير: هو الذي. {يُوَسْوِسُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {الَّذِي،} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {فِي صُدُورِ:} متعلقان بما قبلهما، و {صُدُورِ:} مضاف، و {النّاسِ:} مضاف إليه. {مِنَ الْجِنَّةِ:} متعلقان بمحذوف حال من فاعل {يُوَسْوِسُ} العائد على الموصول، ومن بيان لما أبهم فيه. {وَالنّاسِ:} الواو:
حرف عطف. (الناس): معطوف على {الْوَسْواسِ،} أو هو معطوف على {الْجِنَّةِ}. انظر الشرح؛ يتبين لك صحة الاعتبارين. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.
انتهت سورة (الناس) شرحا وإعرابا بعون الله وتوفيقه.