ويستحب للقارئ إذا ختم القرآن أن يجمع أهله، ويدعو، فإن الرحمة تنزل عند ختم القرآن، وعن إبراهيم التيمي قال: من ختم القرآن أول النهار؛ صلت عليه الملائكة حتى يمسي، ومن ختامه أول الليل؛ صلت عليه الملائكة؛ حتى يصبح. قال: فكانوا يستحبون أن يختموا أول الليل، وأول النهار.
ومن حرمته: ألاّ يكتب التعاويذ منه، ثم يدخل به في الخلاء إلا أن يكون في غلاف من أدم، أو فضة، أو غيره، فيكون كأنه في صدرك. ومن حرمته: إذا كتابه، وشربه؛ سمى الله على كل نفس، وعظم النية، فإن الله يؤتيه على قدر نيته. انتهى. بتصرف بسيط مني.
وأخيرا ينبغي: أن تعلم: أن الذي يسمع من الكلام بواسطة الراديو، أو المسجلة فإنه ألفاظ وكلمات حقيقية، وليست صدى كالذي يسمع في الجبال، وغيرها، فيجب الإصغاء إليه، وتدبره، واحترامه، في كل ما تقدم ذكره، وسجود التلاوة إذا تليت آية سجدة، كما ذكرته في كل آية سجدة مرت معنا. هذا؛ وللشيخ مصطفى عمارة-رحمه الله-كلام جيد في تعليقه على كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري. انظره في آخر مبحث قراءة القرآن؛ فإنه جيد، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.
وخذ ما قاله البوصيري-رحمه الله تعالى-في شرف القرآن ومدحه: [البسيط]
دعني ووصفي آيات له ظهرت... ظهور نار القرى ليلا على علم
فالدّرّ يزداد حسنا وهو منتظم... وليس ينقص قدرا غير منتظم
فما تطاول آمالي المديح إلى... ما فيه من كرم الأخلاق والشيم
آيات حقّ من الرحمن محدثة... قديمة صفة الموصوف بالقدم
لم تقترن بزمان وهي تخبرنا... عن المعاد وعن عاد وعن إرم
دامت لدينا ففاقت كلّ معجزة... من النبيّين إذ جاءت ولم تدم
محكمات فما تبقين من شبه... لذي شقاق وما تبغين من حكم
ما حوربت قطّ إلا عاد من حرب... أعدى الأعادي إليها ملقي السّلم
ردّت بلاغتها دعوى معارضها... ردّ الغيور يد الجاني عن الحرم
لها معان كموج البحر في مدد... وفوق جوهره في الحسن والقيم
فما تعدّ ولا تحصى عجائبها... ولا تسام على الإكثار بالسّأم
قرّت بها عين قاريها فقلت له: ... لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم