للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجملة الفعلية جواب أخذ الميثاق المتضمن معنى القسم، لا محل لها، والجملة: {وَلَتَنْصُرُنَّهُ} معطوفة عليها، وإعرابها مثلها، والجملة الاسمية: {لَما آتَيْتُكُمْ..}. إلخ معترضة بين القسم، وجوابه مؤكدة لمعنى القسم، كما رأيت.

القول الثاني: اللام واقعة في جواب أخذ الميثاق المتضمّن معنى القسم، وجملة: {لَتُؤْمِنُنَّ} جواب قسم محذوف، والقسم المحذوف وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو: (ما) الموصولة، والجملة الاسمية: {لَما آتَيْتُكُمْ..}. إلخ جواب أخذ الميثاق المتضمّن معنى القسم.

القول الثالث: وهو للزمخشري، وتبعه البيضاوي، والنّسفي كعادتهما، وبه قال القرطبيّ، وهو قول المبرد، والكسائي، والزجاج: أن اللام هي الموطئة للقسم، و (ما) تحتمل الشرطية، والموصولة، فعلى الأول؛ فهي في محل نصب مفعول به مقدّم، وعلى الثاني؛ فهي مبتدأ، وجملة: {آتَيْتُكُمْ} فعل الشرط على الأول، وصلة الموصول على الثاني، والعائد محذوف، كما رأيت تقديره فيما سبق. و {مِنْ كُتُبٍ} متعلقان بالفعل قبلهما، أو بمحذوف حال من الضمير المقدّر. كما سبق، وجملة: {لَتُؤْمِنُنَّ} جواب القسم المدلول عليه باللام الموطئة، وحذف جواب الشرط على القاعدة: «إذا اجتمع شرط، وقسم فالجواب للسابق منهما». وهذا ضعيف، لا اعتبار له؛ لأنه لا يبقى لأخذ الميثاق جواب، وكذلك إن اعتبرت (ما) موصولة، وخبرها محذوفا، وجملة: {لَتُؤْمِنُنَّ} جواب القسم المدلول عليه باللام، ولذا قال ابن هشام في المغني: وعلى هذا؛ فالأحسن ألا تكون اللام موطئة، و (ما) شرطية، بل للابتداء، و (ما) موصولة؛ لأنه حمل على الأكثر.

هذا؛ ويقرأ: («لمّا») بفتح اللام وتشديد الميم، وفيها وجهان: أحدهما: أنّها الزّمانية، أي:

أخذنا ميثاقهم لمّا آتيناهم شيئا من كتاب وحكمة، ورجع من الخطاب إلى الغيبة على المألوف من طريقتهم في الالتفات، والثاني: أنه أراد (لمن ما) ثم أبدل من النون ميما لمشابهتها إيّاها، فتوالت ثلاث ميمات، فحذفت الثانية لضعفها بكونها بدلا، وحصول التكرير بها. ذكر هذا المعنى ابن جني في المحتسب. انتهى أبو البقاء.

{قالَ:} فعل ماض، وانظر الفاعل في الشرح. {أَأَقْرَرْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام.

({أَقْرَرْتُمْ}): فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {وَأَخَذْتُمْ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {عَلى ذلِكُمْ:} متعلقان بما قبلهما، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {إِصْرِي:} مفعول به، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة.

وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {قالُوا:} ماض، وفاعله. {أَقْرَرْنا:} فعل وفاعل، والمتعلق محذوف، التقدير: أقررنا بذلك، والجملة الفعلية في محل نصب مقول

<<  <  ج: ص:  >  >>