للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أممكم، وأتباعكم الذين أخذتم عليهم الميثاق. وقيل: قال الله: للملائكة: فاشهدوا.

وقيل: معناه: فاعلموا، وبيّنوا؛ لأن أصل الشهادة العلم، والبيان. {وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ} أي: عليكم، وعلى أتباعكم.

الإعراب: ({إِذْ}): ظرف مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب، متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكر وقت، أو هو مفعول به لهذا المحذوف. {أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ:} فعل ماض، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة ({إِذْ}) إليها، و {مِيثاقَ:} مضاف، و {النَّبِيِّينَ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر الميمي لفاعله، أو لمفعوله. {لَما:} هذا اللفظ يقرأ بكسر اللام، وفتحها، فالكسر أمره هيّن. فاللام لام التعليل، و (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعده بمصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {أَخَذَ}. هذا قول البيضاوي. وقال القرطبيّ: متعلقان بمحذوف، التقدير: وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لتعلمنّ الناس لما جاءكم من كتاب، وحكمة، ولتأخذن على الناس أن يؤمنوا. وقال ابن هشام في المغني:

متعلقان بقوله: {لَتُؤْمِنُنَّ} الواقع جوابا لأخذ الميثاق على الاتساع في الظرف، والتقدير:

لإيتائي، لأجل إيتائي. وجوز اعتبار (ما) موصولة، وموصوفة، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: للذي، أو: لشيء آتيتكموه. وأما الفتح ففيه الأقوال الكثيرة، وها أنا ذا ألخصها لك مبتدئا بالمعتمد منها.

الأول: اللام لام الابتداء. (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

{آتَيْتُكُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية صلة (ما) والعائد محذوف، التقدير: للّذي آتيتكموه. {مِنْ كُتُبٍ} متعلقان بمحذوف حال من المفعول الثاني المحذوف، العائد على (ما)، و {مِنْ} بيان لما أبهم فيها. وقال القرطبيّ-رحمه الله تعالى-: الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر (ما) و {مِنْ} لبيان الجنس. {وَحِكْمَةٍ:} معطوف على:

{كِتابٍ}. {ثُمَّ} حرف عطف.

{جاءَكُمْ} فعل ماض، والكاف مفعول به. {رَسُولٌ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة، والعائد في الأولى عائد فيها؛ لأن الجملتين المتعاطفتين كالجملة الواحدة، أو العائد محذوف، التقدير: ثم جاءكم به. {مُصَدِّقٌ:} صفة: {رَسُولٌ}. {لَما:} جار ومجرور متعلقان بمصدّق، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٣]. {مَعَكُمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة (ما) أو بمحذوف صفتها على اعتبارها موصوفة، والكاف في محل جر بالإضافة، وخبر المبتدأ الذي هو (ما) محذوف؛ إذ التقدير: للذي آتيتكموه... هو الحق، والجملة الاسمية هذه مؤكدة لمعنى القسم، أي: فكأنها قسم ثان. {لَتُؤْمِنُنَّ:} اللام: واقعة في جواب أخذ الميثاق المتضمّن معنى القسم. (تؤمنن): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه حذف النون المحذوفة لتوالي الأمثال والواو المحذوفة المدلول عليها بالضمة في محل رفع فاعله، ونون التوكيد حرف لا محل له،

<<  <  ج: ص:  >  >>