صلّى الله عليه وسلّم على ثنيّة الحجون، وليس فيها يومئذ مقبرة، فقال:«يبعث الله يوم القيامة من هذه البقعة، ومن هذا الحرم كلّه سبعين ألفا، وجوههم كالقمر ليلة البدر، يدخلون الجنّة بغير حساب، يشفع كلّ واحد منهم في سبعين ألفا، وجوههم كالقمر ليلة البدر». انتهى كشاف.
{بَيِّناتٌ:} صفة له، والجملة الاسمية مفسّرة للهدى، والبركة، أو هي في محل نصب حال أخرى، أو هي في محل نصب حال من الضمير المستتر في:{مُبارَكاً} وهو العامل فيها، كما جوز فيها الاستئناف. {مَقامُ} مبتدأ، والخبر محذوف؛ إذ التقدير: منها مقام. قاله الأخفش، وقال المبرد: بدل من {آياتٌ} بدل بعض من كل. وقيل: خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هي مقام، وتبقى الجملة فيها معنى التفسير ل {آياتٌ}. وقول الأخفش معروف في كلام العرب، كما قال زهير:[البسيط]
لها متاع وأعوان غدرن به... قتب وغرب إذا ما أفرغ انسحقا
وأجاز الزمخشري اعتبار:{مَقامُ} عطف بيان من {آياتٌ}. ولا وجه له.
و {مَقامُ} مضاف، و {إِبْراهِيمَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {دَخَلَهُ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من) والهاء مفعول به. {كانَ:} فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط، واسمه يعود إلى (من). {آمِناً:} خبرها، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا ب:«إذا» الفجائية، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه كما ذكرته لك مرارا، وإن اعتبرت (من) اسما موصولا؛ فهو مبتدأ، وجملة:
{دَخَلَهُ:} صلته، وجملة:{كانَ آمِناً:} خبره، والجملة الاسمية على الاعتبارين مستأنفة من حيث اللفظ، ومعطوفة على سابقتها من حيث المعنى؛ إذ التقدير: ومنها أمن من دخله.
وأغرب مكيّ-رحمه الله تعالى-حيث قال:(من) معطوفة على: {مَقامُ} على وجوهه.
{وَلِلّهِ:} الواو: حرف استئناف. ({لِلّهِ}): جار ومجرور متعلقان بخبر مقدّم، التقدير: واجب لله على الناس؛ أي: متعلقان بالخبر المحذوف، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. {حِجُّ:} مبتدأ مؤخّر، وهو مضاف، و {الْبَيْتِ} مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعل المصدر مستتر فيه، وتقدير الكلام: وواجب لله على الناس أن يحجوا البيت. {مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من فاعل المصدر، أو في محل جر بدل من الناس، وقال الكسائيّ: في محل رفع فاعل بالمصدر، فيفسد المعنى عليه؛ إذ يصير المعنى: واجب لله على الناس أن يحج البيت كلّ من استطاع، سواء أكان