للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنها تمتّع به، انظر الآية رقم [٢٣٥] الآتية، وأنشد سليمان بن عبد الملك حين وقف على قبر ابنه أيوب إثر دفنه: [الطويل]

وقفت على قبر غريب بقفرة... متاع قليل من حبيب مفارق

هذا واختلف في الحين، فقال قوم: إلى الموت، هذا قول من يقول: المستقر: هو المقام في الدنيا. وقيل: إلى قيام السّاعة، وهذا قول من يقول: المستقر هو في القبور. وقال الربيع: ({إِلى حِينٍ}): إلى أجل، والحين: الوقت البعيد، وربما أدخلوا عليه التاء، قال أبو وجرة: [الكامل]

العاطفون تحين ما من عاطف... والمطعمون زمان أين المطعم؟

والحين: المدّة، ومنه قوله تعالى: {هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} والحين: الساعة. قال تعالى في سورة (الزمر) رقم [٥٨]: {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ،} وقال ابن عرفة: الحين:

القطعة من الدّهر، كالساعة، فما فوقها، وقوله تعالى في سورة (المؤمنون) رقم [٥٤]: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتّى حِينٍ} أي: حتى تفنى آجالهم. وقوله تعالى في سورة (إبراهيم) -على نبينا وعليه ألف صلاة وألف سلام-رقم [٢٥]: {تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها؛} أي: كل سنة، وقيل: بل كل ستة أشهر، وقيل: بل غدوة وعشيّا، وقال الأزهريّ: الحين: اسم كالوقت يصلح لجميع الأزمان كلها، طالت، أو قصرت، والمعنى: أنه ينتفع بها في كلّ وقت، ولا ينقطع نفعها البتة. قال:

والحين: يوم القيامة، والحين: الغدوة، والعشية، قال الله تعالى في سورة (الروم) رقم [١٧]:

{فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} ويقال: عاملته محاينة من الحين، وأحينت بالمكان.

إذا أقمت فيه حينا، وحان حين كذا؛ أي: قرب، قالت بثينة: [الطويل]

وإنّ سلويّ عن جميل لساعة... من الدّهر ما حانت ولا حان حينها

وقال ابن العربي، والفراء: الحين حينان: مجهول، ومعلوم، فالحين المجهول لا يتعلق به حكم، والحين المعلوم هو الذي تتعلق به الأحكام، ويرتبط به التكليف، وأكثر المعلوم سنة.

انتهى قرطبي بتصرف. هذا وجمع الحين: أحيان، وجمع الجمع: أحايين، والحين بفتح الحاء:

الهلاك، والموت.

وأخيرا أفاد قوله تعالى: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} وقوع العداوة بين آدم وذريته، وبين إبليس والحية، أما عداوة إبليس فقد ذكرها الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية؛ ولم يذكر عداوة الحية لذريّة آدم، والثابت: أنها لعنت كما لعن إبليس، وردّت قوائمها في جوفها، وجعلت العداوة بينها وبين آدم وذريته إلى يوم القيامة، وقد بيّن الرسول صلّى الله عليه وسلّم عداوتها في أحاديثه الشريفة الصحيحة؛ لذا أمر بقتلها. وخذ ما يلي: فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:

«ما سالمناهنّ منذ حاربناهنّ-يعني: الحيّات-ومن ترك قتل شيء منهن خيفة؛ فليس منا»، رواه

<<  <  ج: ص:  >  >>