هذا؛ وقد روي عن ابن عباس-رضي الله عنهما-: أنه قال: كلّ الرّسل من بني إسرائيل إلا عشرة: نوحا، وشعيبا، وهودا، وصالحا، ولوطا، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وإسماعيل، ومحمدا، صلّى الله عليهم جميعا، وسلّم تسليما كثيرا. هذا؛ وذكروا من أنبياء العرب حنظلة بن صفوان بعث لأصحاب الرّس، وخالد بن سنان العبسي، انظر أصحاب الرّس في الآية رقم [٣٨] من سورة (الفرقان) فإنّه جيد. والحمد لله!.
هذا؛ وقد ذكر الله في آيات (الأنعام) رقم [٣٨] وما بعدها ثمانية عشر رسولا بأسمائهم من غير ترتيب، لا بحسب الزّمان، ولا بحسب الفضل؛ لأنّ الواو العاطفة لا تقتضي الترتيب، وبقي سبعة منهم لم يذكروا في سورة (الأنعام) وقد ذكروا في غيرها، هم: إدريس، وشعيب، وصالح، وهود، وذو الكفل، وهو ابن أيوب الذي ذكر في سورة (الأنبياء)، وآدم، ومحمد، صلّى الله عليهم جميعا، وسلّم تسليما كثيرا. فهؤلاء الخمسة والعشرون رسولا الذين يجب الإيمان بهم، ومعرفتهم، وقد نظموا في قول بعضهم:[البسيط]
حتم على كلّ ذي التّكليف معرفة... بأنبياء على التّفصيل قد علموا
في تلك حجّتنا منهم ثمانية... من بعد عشر ويبقى سبعة وهمو
إدريس هود شعيب صالح وكذا... ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
ويعني قوله في ({تِلْكَ حُجَّتُنا}) آيات (الأنعام) المذكورة، وينبغي أن تعلم أن هؤلاء الرّسل ليسوا بدرجة واحدة من الفضل، بل أرفعهم درجة، وأعلاهم منزلة أولو العزم منهم، وهم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وسيّد الجميع، وأفضل الخلق قاطبة محمّد صلّى الله عليهم جميعا، وسلّم تسليما.
والأنبياء-صلوات الله، وسلامه عليهم أجمعين-يجوز عليهم الأعراض البشرية، فهم يأكلون، ويشربون، ويصحّون، ويمرضون، وينكحون النّساء، ويمشون في الأسواق، وتعتريهم الأعراض البشرية من ضعف، وشيخوخة، إلا أنّهم يمتازون بخصائص كريمة عالية، ويتّصفون بصفات عظيمة جليلة، هي بالنسبة لهم من ألزم اللوازم، وهي ما يلي:«الصدق، والأمانة، والتّبليغ، والفطانة، والعصمة من المعاصي قبل النّبوّة، وبعدها، والسّلامة من العيوب المنفّرة، ويستحيل عليهم ضدّها».
الإعراب:{وَإِذْ:}({إِذْ}): معطوف على مثله في الآية السابقة. {قُلْتُمْ:} فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل جرّ بإضافة ({إِذْ}) إليها. ({يا}): أداة نداء تنوب مناب: «أدعو». ({مُوسى}):
مفرد علم مبني على ضم مقدر على الألف للتعذر في محل نصب ب ({يا}) النداء، والجملة الندائية في محل نصب مقول القول {لَنْ} حرف ناصب. {نَصْبِرَ:} فعل مضارع منصوب، والفاعل