أن معناه: استجب، فهو اسم فعل أمر، وهو مبني على السكون، وحرّك بالفتح لأجل الياء قبل آخره، كما فتحت (أين) والفتح فيها أقوى؛ لأن ما قبل الياء كسرة، فلو كسرت النون على أصل التقاء الساكنين؛ لوقعت الياء بين كسرتين.
ويجهرها الإمام والمأموم في الجهرية. وفي الموطأ، والصحيحين: قال ابن شهاب: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: آمين. وفي سنن ابن ماجة عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: ترك الناس آمين. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا قرأ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضّالِّينَ} قال: آمين، حتى يسمعها أهل الصف الأول ليرتج بها المسجد. ويسن ختم الفاتحة به، وكل دعاء. وفيه لغتان:
المدّ على وزن: «فاعيل» ك «ياسين» كقول قيس المجنون: [البسيط]
يا ربّ لا تسلبني حبّها أبدا... ويرحم الله عبدا قال: آمينا
ولهذا البيت حكاية مذكورة في شرح شواهد الكشاف للمرحوم محب الدين الخطيب، ولولا الإطالة عليك لذكرتها، وقال آخر: [البسيط]
آمين آمين لا أرضى بواحدة... حتّى أبلّغها ألفين آمينا
والقصر، قال الشاعر في القصر: [الطويل]
تباعد مني فطحل إذ سألته... أمين فزاد الله ما بيننا بعدا
فطحل: اسم رجل استمنحه القائل فما منحه، فدعا عليه بالبعد. وتشديد الميم قاله الجوهري. وقد روي عن الحسن، وجعفر الصادق-رضي الله عنهما-التشديد، وهو قول الحسين بن الفضل، من: أمّ: إذا قصد، أي: نحن قاصدون نحوك، ومنه قوله تعالى في سورة (المائدة) رقم [٣]: {وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ}.
الإعراب: {اِهْدِنَا} فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت» و (نا): مفعول به أول. {الصِّراطَ:}
مفعول به ثان، كما في قوله تعالى: {وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً} وقيل: هو منصوب على نزع الخافض، وانظر الشرح، والجملة الفعلية مبتدأة، أو مستأنفة لا محل لها على الاعتبارين.
{الْمُسْتَقِيمَ:} صفة {الصِّراطَ}. {صِراطَ:} بدل مما قبله، بدل كل من كل، أو هو عطف بيان، ومثله قوله تعالى حكاية عن قول الطاغية فرعون في سورة (غافر) رقم [٣٦ - ٣٧]: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ..}. إلخ. {صِراطَ} مضاف و {الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
{أَنْعَمْتَ:} فعل وفاعل. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها، والعائد الضمير المجرور محلاّ ب (على).