للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاسمية في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ..}. إلخ مبتدأة لا محل لها، وهي تؤكد معنى الآية رقم [١٥٩] مع تباعد ما بينهما. {إِلاَّ:} حرف حصر. {النّارَ} مفعول به، وجملة: {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها.

{يَوْمَ:} ظرف زمان متعلّق بما قبله، وهو مضاف، و {الْقِيامَةِ:} مضاف إليه. {وَلا:} الواو:

حرف عطف. ({لا}): نافية، ويقال: زائدة لتأكيد النفي. {يُزَكِّيهِمْ:} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره: هو يعود إلى: {اللهُ،} والهاء مفعول به، وحذف المتعلق، وهو الظرف اكتفاء بالأول، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع أيضا. {وَلَهُمْ:} الواو: حرف عطف. ({لَهُمْ}): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {عَذابٌ:} مبتدأ مؤخر. {أَلِيمٌ:} صفة له، والجملة الاسمية تحتمل العطف على الجملة الفعلية قبلها، وعلى الجملة الاسمية: {أُولئِكَ} لكن عطفها على الأولى أقوى من جهة المعنى، وعلى الثاني أقوى من جهة عطف الاسمية على الاسمية. تأمّل، وتدبّر، وربّك أعلم، وأجلّ، وأكرم.

الشرح: {أُولئِكَ..}. إلخ؛ أي: الموصوفون بما ذكر. {اِشْتَرَوُا..}. إلخ: انظر الآية رقم [١٦] ففيها الكفاية. وقال القرطبيّ هنا: ولمّا كان العذاب تابعا للضلالة، وكانت المغفرة تابعة للهدى؛ الذي اطّرحوه؛ دخلا في تجوّز الشراء. هذا؛ ولا تنس: أنّ الآية المتقدّمة إنّما نزلت في حق المنافقين، وهذه الآية إنّما هي في حقّ اليهود؛ الذين الكلام فيهم.

{فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النّارِ:} معنى هذه الجملة التعجّب، تعجب من حالهم في الالتباس بموجبات النّار من غير مبالاة بغضب الله الواحد القهار، كأنه قال: اعجبوا من صبرهم على النار، ومكثهم فيها! ومثلها قوله تعالى في سورة (الكهف): {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} وقريب منه في سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام. وقال الحسن وغيره: ما لهم والله عليها من صبر! ولكن ما أجرأهم على النار! وقال الكسائي، وقطرب: أي: ما أدومهم على عمل أهل النار! وقيل: (ما) استفهام، معناه التوبيخ، قاله ابن عباس-رضي الله عنهما-وغيره، ومعناه: أيّ شيء صبّرهم على عمل أهل النار؟! وقيل هذا على وجه الاستهانة بهم، والاستخفاف بأمرهم. {ذلِكَ} أي: العذاب في جهنّم {بِأَنَّ} بسبب أنّ {اللهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ} فرفضوه، والمراد بالكتاب: التوراة، فيكون اليهود هم المذمومين، وكذلك النصارى؛

<<  <  ج: ص:  >  >>