بالقرآن. والزجاجة قلب المؤمن، والمشكاة فمه ولسانه، والشجرة المباركة شجرة المعرفة في قلبه، {يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ} أي: نور المعرفة يشرق في قلب المؤمن، {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ}.
وقيل: تكاد حجة القرآن تتضح؛ وإن لم يقرأ. {نُورٌ عَلى نُورٍ} يعني: القرآن نور من الله لخلقه، مع ما أقام لهم من الدلائل والأعلام قبل نزول القرآن، فازدادوا بذلك نورا على نور. انتهى.
خازن بحروفه. هذا؛ وضرب المثل يكون بدنيء محسوس معهود، لعليّ رفيع غير معاين، ولا مشهود، فأبو تمام لما قال في المأمون: [الكامل]
إقدام عمرو في سماحة حاتم... في حلم أحنف في ذكاء إياس
فقيل له: إن الخليفة فوق من مثلته بهم، فقال مرتجلا [الكامل]
لا تنكروا ضربي له من دونه... مثلا شرودا في النّدى والباس
فالله قد ضرب الأقلّ لنوره... مثلا من المشكاة والنّبراس
هذا؛ وقد اختلفوا أيضا في هذا التشبيه، هل هو تشبيه مركب، أي: قصد فيه تشبيه جملة بجملة من غير نظر إلى مقابلة جزء بجزء، بل قصد تشبيه هداه، وإتقان صنعته في كل مخلوق على الجملة بهذه الجملة من النور الذي تتخذونه، وهو أبلغ صفات النور عندكم؟ أو هو تشبيه غير مركب؛ أي: قصد مقابلة جزء بجزء؟ وهل المشكاة عربية، أم حبشية معربة؟ خلاف.
انتهى. جمل بحروفه.
الإعراب: {اللهُ:} مبتدأ. {نُورُ:} خبره، وهو مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه.
{وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {مَثَلُ:} مبتدأ، وهو مضاف، و {نُورِهِ:} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة. {كَمِشْكاةٍ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وإن اعتبرت الكاف اسما فهي الخبر، وتكون الكاف مضافا، و (مشكاة) مضافا إليه، والجملة الاسمية: {مَثَلُ..}. إلخ مفسرة لما قبلها، لا محل لها مثلها. {فِيها:}
متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِصْباحٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل جر صفة (مشكاة). هذا؛ ويجوز اعتبار الجار والمجرور فيها متعلقين بمحذوف صفة (مشكاة)، فيكون {مِصْباحٌ} فاعلا بمتعلق الجار والمجرور. {الْمِصْباحُ:} مبتدأ. {فِي زُجاجَةٍ:} متعلقان بمحذوف خبره، والجملة الاسمية في محل رفع صفة {مِصْباحٌ،} أو هي مستأنفة، لا محل لها، وقيل:
مفسرة لما قبلها، وعلى الأول فالرابط: إعادة المصباح بلفظه. {الزُّجاجَةُ:} مبتدأ. {كَأَنَّها:}
حرف مشبه بالفعل، و (ها): اسمها. {كَوْكَبٌ:} خبرها. {دُرِّيٌّ:} صفة {كَوْكَبٌ،} والجملة الاسمية: {كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {الزُّجاجَةُ..}. إلخ في محل رفع صفة {زُجاجَةٍ،} أو هي مستأنفة، لا محل لها، وقيل: مفسرة لما قبلها.