للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرأة ثابت بن قيس-رضي الله عنه-أن تعتدّ بحيضة واحدة. هذا؛ ويكون الخلع مخلصا، ومخرجا من الحلف بالثّلاث، وتفسيره بما يلي:

إذا حلف على الشّيء بالطّلاق بالثّلاث، تجري المخالعة بينهما، ثم يفعل المحلوف عليه، ثم يرتجعها بعقد جديد، ومهر جديد، ووليّ، وشاهدين، ويكون قد فعل المحلوف عليه، وهي بائنة منه. ولا تنس: أنّ الحلف بالطلاق يمين الفسّاق، فقد ورد في أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: «لا يحلف بالطّلاق إلاّ فاسق، ولا يرضى به إلاّ منافق». وسمع النبي صلّى الله عليه وسلّم رجلا يحلف بالطّلاق، فقام مغضبا، وظهرت الكراهية في وجهه، وقال: «ألعبا بدين الله؛ وأنا فيكم؟! ألعبا بدين الله؛ وأنا بين أظهركم؟! من كان حالفا؛ فليحلف بالله، أو ليصمت». انتهى كلّه من القرطبيّ بتصرف كبير.

{تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها} أي: هذه الأحكام هي التي شرعها الله في حدوده، فلا تتجاوزوها، كما ثبت في الحديث الصحيح: أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله حدّ حدودا، فلا تعتدوها، وفرض فرائض، فلا تضيّعوها، وحرّم محارم، فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان، فلا تسألوا عنها». وانظر رقم [١٨٧] آخرها ففيها بحث جيّد، والحمد لله!.

{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ:} يتجاوز ما شرعه الله، فقد عرض نفسه لسخط الله، وغضبه، وهو من الظالمين لأنفسهم، المستحقّين للعقاب الشديد، والعذاب الأليم، وقد روعي لفظ ({مَنْ}) في رجوع الفاعل إليها، ومعناه في الإشارة إليها، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {الطَّلاقُ:} مبتدأ. {مَرَّتانِ:} خبره مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة؛ لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والكلام على حذف مضاف؛ إذ التقدير:

عدد الطلاق مرتان. {فَإِمْساكٌ،} الفاء: حرف عطف، وتفريع. (إمساك): مبتدأ، خبره محذوف، التقدير: فعليكم إمساك، أو هو خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: فالواجب إمساك.

{بِمَعْرُوفٍ:} متعلقان ب‍ (إمساك) لأنه مصدر، أو بمحذوف صفة له، وفاعله ومفعوله محذوفان، التقدير: فإمساككم إيّاهنّ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، الأولى بالابتداء، والثانية بالإتباع. {أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ:} معطوفة على ما قبلها وهو مثله بالإعراب، هو مثله بالإعراب، والتقدير، والتركيب... إلخ، {وَلا} الواو: حرف عطف. ({لا}): نافية.

{يَحِلُّ:} فعل مضارع. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، {أَنْ تَأْخُذُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍ {أَنْ} وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعله، والألف للتفريق، والمصدر المؤول من: {أَنْ تَأْخُذُوا} في محل رفع فاعل يحلّ، والتقدير: ولا يحلّ لكم أخذ شيء.

{مِمّا:} جار، ومجرور متعلقان بمحذوف حال من {شَيْئاً} كان صفة له، فلما قدّم عليه؛ صار حالا، على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدّم عليها صار حالا». {آتَيْتُمُوهُنَّ:} فعل، وفاعل، والميم علامة جمع الذّكور، وحركت بالضّمّ لتحسين اللّفظ، فتولّدت واو الإشباع، والهاء مفعول

<<  <  ج: ص:  >  >>