الإعراب: {ها أَنْتُمْ:} (ها): حرف تنبيه لا محلّ له. (أنتم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {هؤُلاءِ:} الهاء: حرف تنبيه أيضا. (أولاء): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة، لا محلّ لها.
{تُدْعَوْنَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة مقررة لما قبلها. هذا؛ ويعتبر الكوفيون {هؤُلاءِ} اسما موصولا خبر المبتدأ، والجملة الفعلية صلة له، لا محل لها، ولم يجزه البصريون؛ لأنّ {هؤُلاءِ} اسم إشارة، ولا يكون بمعنى: «الذين» هذا؛ وجه للإعراب.
الوجه الثاني: الضمير مبتدأ، والجملة الفعلية خبره، و {هؤُلاءِ} منادى بأداة نداء محذوفة، والجملة الندائية معترضة بين المبتدأ والخبر، وهذا عند الكوفيين، واستدلّوا بقول ذي الرمّة، -وهو الشاهد رقم [١٠٩٤] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الطويل] إذا هملت عيني لها قال صاحبي... بمثلك هذا لوعة وغرام
فإنه أراد: (يا هذا) والبصريون يعتبرون حذف حرف النداء من اسمي الجنس، والإشارة شاذا، وابن هشام يقول بقولهم، أما ابن مالك فلم يعتبره شاذا لوروده في الشعر العربي خذ قوله: [الرجز] وغير مندوب ومضمر وما... جا مستغاثا قد يعرّى فاعلما
وذاك في اسم الجنس والمشار له... قلّ ومن يمنعه فانصر عاذله
الوجه الثالث: اعتبار {هؤُلاءِ} مفعولا به لفعل محذوف، أعني: {هؤُلاءِ،} والجملة الفعلية معترضة بين المبتدأ، والخبر.
الوجه الرابع: {ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ} مبتدأ، وخبر على تقدير مضاف محذوف، التقدير: ها أنتم مثل هؤلاء، كقولك: أبو يوسف أبو حنيفة، فعلى هذا جملة: {تُدْعَوْنَ} في محل نصب حال من {هؤُلاءِ} والعامل في الحال معنى التشبيه.
الوجه الخامس اعتبار هؤلاء مبتدأ ثانيا، والجملة الفعلية خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول، وهو الضمير. {لِتُنْفِقُوا:} فعل مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، و «أن» المضمرة، والفعل في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {فِي سَبِيلِ:}
متعلقان بالفعل قبلهما، و {سَبِيلِ} مضاف. و {اللهِ} مضاف إليه.
{فَمِنْكُمْ:} الفاء: حرف استئناف، وتفريع. (منكم): متعلقان بمحذوف خبر مقدّم.
{مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {يَبْخَلُ:} مضارع،