ليس اليتيم الّذي قد مات والده... إنّ اليتيم يتيم العقل والأدب
ومنه من أهمل أبوه، وأمّه تربيته مع كونهما موجودين، وخذ قول الاخر:[الكامل] ليس اليتيم من انتهى أبواه من... همّ الحياة، وخلّفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له... أمّا تخلّت أو أبا مشغولا
(ابن السبيل): هو المسافر المنقطع في سفره بسبب نفاد ماله بسرقة منه، أو غيرها، يعطى من مال الفيء، ومن مال الصدقات على أنواعها ما يكفيه مؤونة سفره؛ حتى يصل بلده، وإن كان له مال كثير في بلده. {كَيْ لا يَكُونَ:} مال الفيء. {دُولَةً:} بضم الدال: اسم للشيء الذي يتداول من الأموال. قاله أبو عبيدة وأبو عمرو بن العلاء. تقول: تداول القوم الشيء، وهو في يد هذا تارة، وفي يد ذاك أخرى. قال تعالى في سورة (آل عمران) رقم [١٤٠]: {وَتِلْكَ الْأَيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ} وجمع دولة: دولات. قال الراجز، وهو الشاهد رقم [٢٨٢] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الرجز] علّ صروف الدهر أو دولاتها... تديلنا الّلمّة من لمّاتها
هذا؛ والدّولة بفتح الدال: الغلبة، والظفر في الحرب. وقيل: هما بمعنى واحد. قال فروة بن مسيك المرادي، وهو صحابي مخضرم، وهو الشاهد رقم [٢٤] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الوافر] فما إن طبّنا جبن ولكن... منايانا ودولة آخرينا
{دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ} والمعنى: فعلنا ذلك في هذا الفيء، كي لا تقسمه الرؤساء والأغنياء والأقوياء بينهم دون الفقراء، والضعفاء؛ لأن أهل الجاهلية كانوا إذا غنموا؛ أخذ الرئيس ربعها لنفسه، وهو المرباع، ثم يصطفي منها أيضا بعد المرباع ما شاء، وفيها قال شاعرهم، وهو عبد الله بن عنمة الضبي يخاطب بسطام بن قيس:[الوافر] لك المرباع منها والصّفايا... وحكمك والنشيطة والفضول
والنشيطة: ما أصاب الرئيس في الطريق قبل أن يصل إلى مجتمع الحي، والفضول: ما فضل من القسمة مما لا تصح قسمته على عدد الغزاة، كالبعير، والفرس، ونحوهما.
{وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} أي: من مال الفيء، والغنيمة. {وَما نَهاكُمْ عَنْهُ} أي: من الأخذ منه، والغلول وغيره. {فَانْتَهُوا:} وهذا نزل في أموال الفيء، وهو عام في كل ما أمر به النبي صلّى الله عليه وسلّم، أو نهى عنه من قول، أو عمل، من واجب، أو مندوب، أو مستحب، أو نهي عن محرم، أو مكروه، فيدخل فيه الفيء، وغيره، والمعنى: مهما أمركم به؛ فافعلوه، ومهما نهاكم عنه؛ فاجتنبوه؛ لأنه صلّى الله عليه وسلّم لا يأمر إلا بخير، ولا ينهى إلا عن شر. هذا؛ والفعل:{آتاكُمُ} وإن