{فَتُذَكِّرَ:} معطوف على {تَضِلَّ} منصوب مثله. {إِحْداهُما:} فاعله. {الْأُخْرى:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. هذا؛ وقرئ:({أَنْ}) بكسر الهمزة على أنها حرف شرط جازم، ويكون {تَضِلَّ} فعل الشرط مجزوما، وحرك بالفتحة على قاعدة المضعّف، كما يقرأ («تذكر») بالرفع على أن الجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: فهي تذكر، والجملة الاسمية هذه في محل جزم جواب الشرط، على حد قوله تعالى في سورة (المائدة) رقم [٩٥]: {وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ،} والجملة الشرطية: {أَنْ تَضِلَّ..}. إلخ فيها معنى التعليل. وقال القرطبيّ، ومكيّ: في محل رفع صفة ({اِمْرَأَتانِ}). هذا؛ وأقول: إن معنى القراءتين يختلف فالفتح على معنى التعليل، والكسر على معنى: إن وقع ضلال فالضلال منتظر.
ومثل ذلك قول الفرزدق، وهو الشاهد رقم [٢٩] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» حيث يروى بفتح الهمزة وكسرها، وخذه:[الطويل]
أتغضب إن أذنا قتيبة حزّتا... جهارا، ولم تغضب بقتل ابن حازم؟
{وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ:} انظر مثله فيما تقدّم، والجملة الفعلية معطوفة على ما تقدّم. {إِذا:}
انظر إعرابها في أول الآية. {ما:} صلة. {دُعُوا:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها، على المشهور المرجوح، وجواب {إِذا} محذوف لدلالة ما قبله عليه، التقدير: إذا ما دعوا للشهادة فلا يأبوا تحملها. هذا؛ وإن اعتبرت {إِذا} مجردة من الشرطية فتكون ظرفا متعلقا بالفعل قبلها، ولا تحتاج إلى جواب.
{وَلا تَسْئَمُوا:} فعل مضارع مجزوم ب ({لا}) الناهية، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {أَنْ تَكْتُبُوهُ:} فعل مضارع منصوب ب {أَنْ} وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله، والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به. {صَغِيراً:} حال من الضمير المنصوب، وقيل: خبر ل «كان» محذوفة، وليس بشيء. {كَبِيراً:} معطوف عليه. {إِلى أَجَلِهِ} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب، أي: مستقرّا في ذمّة المدين إلى وقت حلوله، وقيل: متعلقان بالفعل قبلهما، ولا وجه له لعدم استمرار الكتابة إلى أجله؛ إذ تنتهي في زمن يسير، قاله أبو حيان، وهو في مغني اللّبيب، والهاء في محل جر بالإضافة.
{ذلِكُمْ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {أَقْسَطُ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. {عِنْدَ:}
ظرف مكان متعلق ب {أَقْسَطُ،} و {عِنْدَ} مضاف، و {اللهُ:} مضاف إليه. {وَأَقْوَمُ} معطوف على ما قبله. {لِلشَّهادَةِ:} متعلقان ب ({أَقْوَمُ})، وفيه وفي سابقه ضمير مستتر هو فاعل لهما.