{فَإِذا هُمْ} أي: الخلائق أجمعون أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا أمواتا في جوفها.
من قولهم: زجر البعير: إذا صاح عليه. {بِالسّاهِرَةِ} أي: على وجه الأرض بعدما كانوا في بطنها. قال الفراء: سميت بهذا الاسم؛ لأن فيها نوم الحيوان، وسهرهم، والعرب تسمّي الفلاة، ووجه الأرض: ساهرة، بمعنى: ذات سهر؛ لأنه يسهر فيها، خوفا منها، فوصفها بصفة ما فيها. واستدل ابن عباس-رضي الله عنهما-والمفسرون بقول أمية بن أبي الصلت-وهو الشاهد رقم [٣٠٣] من كتابنا: «فتح رب البرية» -: [الوافر]
وفيها لحم ساهرة وبحر... وما فاهوا به أبدا مقيم
ويقال: الساهور: ظل الساهرة، وهي وجه الأرض. قال أبو كبير الهذلي: [الكامل]
يرتدن ساهرة كأنّ جميمها... وعميمها أسداف ليل مظلم
الجميم بالجيم: النبت؛ الذي قد نبت، وارتفع قليلا، ولم يتم كل التمام. والعميم: التام من النبت. والأسداف: جمع: سدف بالتحريك، وهو ظلمة الليل. ويقال: الساهر كالغلاف للقمر، يدخل فيه؛ إذا كسف، وأنشدوا قول أمية بن أبي الصلت: [الكامل]
لا نقص فيه غير أنّ خبيئه... قمر وساهور يسلّ ويغمد
وأنشدوا لآخر في وصف امرأة: [البسيط]
كأنّها عرق سام عند ضاربه... أو شقّة خرجت من جوف ساهور
ويقال: الساهرة: الأرض البيضاء المستوية سميت بذلك؛ لأن السراب يجري فيها، من قولهم: عين ساهرة: جارية الماء، وفي ضدها: نائمة. قال الأشعث بن قيس: [الطويل]
وساهرة يضحى السّراب مجلّلا... لأقطارها قد جئتها متلثّما
أو لأن سالكها لا ينام خوف الهلكة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب: {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بجواب القسم، التقدير: لتبعثن يوم ترجف. وقيل: هو الجواب على تقدير اللام، فيكون التقدير: لهو يوم... إلخ، وعليه فالظرف متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، والجواب لكل المتعاطفات، وإلا احتيج لتعدد الجواب، ومثل هذه الآيات باكتفاء جواب للجميع قول أبي صخر الهذلي-وهو الشاهد رقم [٨٠] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الطويل]
أما والّذي أبكى وأضحك والّذي... أمات وأحيا والّذي أمره الأمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى... أليفين منها لا يروعهما الذّعر
{تَرْجُفُ:} فعل مضارع. {الرّاجِفَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها. {تَتْبَعُهَا:} فعل مضارع. (وها): مفعول به. {الرّادِفَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل