السين، وتسكينها أيضا، وتصغيره على التذكير: لسين، وعلى التأنيث: لسينة، وقد يجعل اللّسان كناية عن كلمة السّوء، كما في قول الشاعر، وهو الشاهد رقم [٣٣٠] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الوافر]
لسان السّوء تهديها إلينا... وحنت وما حسبتك أن تحينا
فيؤنث لا غير، كما يجعل كناية عن الرسالة، أو القصيدة من الشّعر، كقول الآخر: [المتقارب]
أتتني لسان بني عامر... فجلّى أحاديثها عن بصر
وقد يجعل كناية عن الكلمة الواحدة، كما في قول الأعشى، وكان قد أتاه خبر مقتل أخيه المنتشر: [البسيط]
إنّي أتتني لسان لا أسرّ بها... من علو لا عجب منها ولا سخر
قال الجوهري: يروى: من علو-بضم الواو، وفتحها، وكسرها-أي أتاني خبر من أعلى.
والتأنيث للكلمة، وقد أطلق الله اللّسان على القرآن بكامله مع التّذكير في سورة (النّحل) حيث قال جلّ ذكره: {وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} كما أطلقه على الثناء الجميل، والذّكر الحسن في قوله جلّ ذكره في سورة (مريم) على نبينا وعليها ألف صلاة، وألف سلام: {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}.
{وَطَعْناً فِي الدِّينِ} أي: استهزاء، وسخرية. {وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا} أي: قالوا بدل:
{سَمِعْنا وَعَصَيْنا:} {سَمِعْنا وَأَطَعْنا}. {وَاسْمَعْ:} أي: بدل: لا سمعت. {وَانْظُرْنا:} أي: بدل قولهم: {وَراعِنا}. {لَكانَ خَيْراً لَهُمْ} أي: قولهم ذلك أفضل. {وَأَقْوَمَ} أي: أعدل، وأصوب، وأنجى لهم في الدنيا، والآخرة. وانظر ما ذكرته في سورة (البقرة) رقم [١٠٤] فإنّه جيّد. والحمد لله!.
{وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ} أي: طردهم من رحمته، وأبعدهم من رضوانه بسبب كفرهم بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم. وانظر «اللّعن» في الآية رقم [٦١] من سورة (آل عمران). {فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاّ قَلِيلاً} أي: فلا يؤمن من اليهود إلا نفر قليل، مثل: عبد الله بن سلام، وأصحابه. أو المعنى: إلا إيمانا قليلا ضعيفا، لا يعبأ به، وهو إيمانهم بأنّ الله خالقهم، ورازقهم، أو أراد بالقلّة: العدم، كقول الشاعر: [الطويل]
قليل التّشكّي للمهمّ يصيبه
أي: عديم التشكي. هذا؛ وقال الله هنا: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ}. وقال تعالى في سورة (المائدة): {مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ} فالأوّل بمعنى الإمالة، والإزالة، والتّغيير، والتّبديل. وأمّا