للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وهو) أي التطوع في الأصل: فعل الطاعة.

و(شرعًا)، وعرفًا (طاعة غير واجبة) والنفل والنافلة: الزيادة، والتنفل التطوع.

(وأفضله) أي التطوع (الجهاد) قال أحمد (١): لا أعلم شيئًا بعد الفرائض أفضل من الجهاد. ويأتي له مزيد إيضاح في كتاب الجهاد.

(ثم توابعه) أي الجهاد (من نفقة وغيرها، فالنفقة فيه) أي الجهاد (أفضل من النفقة في غيره) من أعمال البر، لقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ} الآية (٢).

(ثم علم، تعلمه وتعليمه، من حديث، وفقه، ونحوهما) كتفسير، وأصول، لحديث: "فَضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" الحديث، وتقدم في الخطبة (٣).

قال أبو الدرداء: "العالم والمتعلم في الأجر سواء، وسائر الناس همج لا خير فيهم" (٤).

ونقل مهنا (٥): طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحت نيته، قيل: فأي شيء تصحيح النية؟ قال: ينوي يتواضع فيه، وينفي عنه الجهل.


(١) انظر: مسائل الإمام أحمد رواية عبد الله (٢/ ٨١٩) رقم ١٠٩٢، ومسائل أحمد رواية ابن هانئ (٢/ ١٠٨، ١٠٩)، المسألة رقم ١٦٣٤، ١٦٣٨، وطبقات الحنابلة (١/ ٢٤٧)، والمغني (١٣/ ١٠ - ١١)، والشرح الكبير (١٠/ ١٦).
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٦١.
(٣) انظر (١/ ١١).
(٤) رواه ابن أبي شيبة (٨/ ٧٣٠)، والدارمي في المقدمة، باب ٣٢، رقم ٣٣٣، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١/ ١٣٩، ١٤١) رقم ١٣٨، ١٤٠، ١٤١، والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ١٨٨ - ١٨٩) رقم ٢٧٩.
(٥) طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى (١/ ٣٨٠ - ٣٨١)، والإنصاف (٤/ ١٠١).