للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي: واجمع بين شفريها. ومنه الكتيبة، وهي الجيش. والكتابة بالقلم لاجتماع الكلمات والحروف. وأما الكثيبة بالمثلثة: فالرمل المجتمع.

واعترض القول بأن الكتاب مشتق من الكتب بأن المصدر لا يشتق من مثله.

وجوابه: أن المصدر في نحو ذلك أطلق وأريد به اسم المفعول كما تقدم، فكأنه قيل: المكتوب للطهارة أو المكتوب للصلاة ونحوها.

أو أن المراد به الاشتقاق الأكبر، وهو اشتقاق الشيء مما يناسبه مطلقًا، كالبيع مشتق من الباع أي: مأخوذ منه.

أو أن المصدر المزيد مشتق من المصدر المجرد كما نص عليه بعضهم.

وكتاب الطهارة: خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا كتاب الطهارة، أو مبتدأ خبره محذوف (١). أو مفعول لفعل محذوف، وكذا تقدر في نظائره الآتية.

(وهي) أي: الطهارة لغة النظافة والنزاهة عن الأقذار حسية كانت أو معنوية (٢)، ومنه ما في الصحيح عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "كان إذا دخل على مريض قال: لا بأسَ طَهُورٌ إن شاء الله" (٣)، أي: مطهر من الذنوب، والطهارة مصدر طهر يطهر بضم الهاء فيهما، وهو فعل لازم لا يتعدى إلا بالتضعيف. فيقال: طهرت الثوب، ومصدر طهر بفتح الهاء الطهر، كحكم حكمًا.

وشرعا (ارتفاع الحدث) أكبر كان أو أصغر، أي: زوال الوصف المانع من الصلاة ونحوها باستعمال الماء في جميع البدن، أو في الأعضاء الأربعة على


(١) تقديره مما يذكر كتاب الطهارة (ش).
(٢) كالحسد والحقد (ش).
(٣) رواه البخاري في المرضى، باب ١٠، حديث ٥٦٥٦، وباب ١٤، حديث ٥٦٦٢، وفي التوحيد، باب ٣١، حديث ٧٤٧٠.