للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وكذلك) يصنع (١) (في الجراح النافذة) لما ذكر (ويجعل الباقي) من القطن المحنط (على منافذ وجهه) كعينيه وفمه وأنفه، ويلحق بذلك أذناه (و) على (مواضع سجوده) كجبهته وأنفه ويديه وركبتيه، وأطراف قدميه، تشريفًا لها لكونها مختصة بالسجود (و) على (مغابنه) كطي ركبتيه، وتحت إبطه، وكذا سرته؛ لأن ابن عمر كان يتتبع مغابن الميت ومرافقه بالمسك (٢).

(ويطيب رأسه ولحيته) ولم يذكر ذلك في "المنتهى" وغيره (وإنْ طيَّب) من يليه (ولو بمسك بغير ورس وزعفران سائرَ بدنه غير داخل عينيه كان حسنًا) لأنّ أنسًا طُلي بالمسك (٣)، وطلى ابنُ عمر ميتًا


(١) فى "ذ": "يضع".
(٢) أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٤١٤)، رقم ٦١٤٠ وابن هانئ في مسائله (١/ ١٨٥) رقم ٩٢٤، وأبو داود في مسائله ص / ١٤٧.
وأخرج البيهقي (٣/ ٤٠٦) عن نافع قال: لما مات سعيد بن زيد قالت أم سعيد لابن عمر: أتحنطه بمسك؟ فقال: وأي طيب أطيب من المسك؟ هاتي مسكك، فناولته إياه، قال: ولم يكن يصنع كما تصنعون، وكنا نتبع بحنوطه مراقه ومغابنه.
وأخرج ابن أبي شيبة (٣/ ٢٥٧)، والحاكم (١/ ٣٦٢)، والبيهقي (٣/ ٤٠٥ - ٤٠٦) عن أبي وائل، قال: كان عند علي رضي الله عنه مسك، فأوصى أن يحنط به، وقال: هو فضل حنوط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال النووى في الخلاصة (٢/ ٩٥٦): رواه البيهقي بإسناد حسن.
(٣) أخرجه ابن سعد (٧/ ٢٥)، وابن أبي عاصم فى الآحاد والمثاني (٤/ ٢٣٨) حديث ٢٢٣١، وابن أبي شيبة (٣/ ٢٥٦) عن أنس أنه جعل في حنوطه صرة من مسك، أو مسك فيه شعر من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأخرج ابن المنذر في الأوسط (٢/ ٢٩٤) رقم ٨٩٠، والطبراني في الكبير (١/ ٢٤٩) رقم ٧١٥، والبيهقي (٣/ ٤٠٦) عن أنس أنه جعل في حنوطه مسك فيه من عرق النبي - صلى الله عليه وسلم -.