للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل (التراويح) سنة مؤكدة سنها النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -

وليست محدثة لعمر، ففي المتفق عليه (١) من حديث عائشة أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلاها بأصحابه ثم تركها خشية أن تفرض، وهي من أعلام الدين الظاهرة، سميت بذلك لأنهم كانوا يجلسون بين كل أربع يستريحون، وقيل: مشتقة من المراوحة، وهي التكرار في الفعل.

وهي (عشرون ركعة في رمضان) لما روى مالك، عن يزيد بن رومان قال: "كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاثٍ وعشرين ركعةً" (٢) والسر فيه أن الراتبة عشر، فضوعفت في رمضان؛ لأنه وقت جد. وهذا في مظنة الشهرة بحضرة الصحابة، فكان إجماعًا. وروى أبو بكر عبد العزيز في كتابه "الشافي" عن ابن عباس "أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يصلِّي في شهرِ رمضان عشرين ركعةً" (٣).


(١) البخاري التهجد، باب ٥، حديث ١١٢٩، ومسلم في المسافرين، حديث ٧٦١.
(٢) "الموطأ" (١/ ١١٥). ومن طريق مالك: رواه الفريابي في الصيام ص/ ١٣٢، حديث ١٧٩، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤٩٦)، وفي المعرفة (٤/ ٤٢) حديث ٥٤١١. قال النووي في المجموع (٣/ ٤٨٦): لكنه مرسل، فإن يزيد بن رومان لم يدرك عمر. وانظر نصب الراية (١/ ١٥٤).
(٣) رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٩٤)، وعبد بن حميد (١/ ٥٥٧) حديث ٦٥٢، والطبراني في الكبير (١١/ ٣٩٣) حديث ١٢١٠٢، والأوسط (١/ ٤٤٤) حديث ٨٠٢، (٦/ ٢١٠) حديث ٥٤٣٦، وابن عدي (١/ ٢٤٠)، والبيهقي (٢/ ٤٩٦)، والخطيب في الموضح (١/ ٣٨٢). قال البيهقي: تفرد به أبو شيبة إبراهيم بن عثمان =