للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(إلا لمتمتع وقارن عَدِمَا الهَديَ) فيصومانه مع اليومين قبله (ويأتي) في الحج.

(ويُكره إفرادُ رَجَب بالصومِ) لما روى ابن ماجه عن ابن عباس: "أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيامِهِ" (١) وفيه داود بن عطاء، وقد ضعَّفه أحمدُ وغيره.

ولأن فيه إحياء لشعار الجاهلية بتعظيمه، ولهذا صَحَّ عن عمر: "أنه كان يضربُ فيه، ويقولُ: كُلُوا؛ فإنما هو شَهرٌ كانت الجاهليةُ


= قال الحاكم: حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٦/ ٣٣٣ مع الفيض)، ورمز لصحته.
قال ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ٢١٣): فيه مهدي الهَجَري مجهول. وقال العقيلي: لا يتابَع عليه، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسانيد جياد أنه لم يصم يوم عرفة، ولا يصح عنه أنه نهى عن صومه، وقد روي عنه أنه قال: صوم يوم عرفة كفَّارة سنتين، سنة ماضية، وسنة مستقبلة. وقال أبو نعيم: غريب من حديث عكرمة، تفرَّد به عنه مهدي، وعنه حوشب. وقال ابن حزم في المحلى (٧/ ١٨): وأما حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في النهي عن صوم يوم عرفة بعرفات فإن راويه حَوشب بن عقيل وليس بالقوي، عن مهدي الهَجَري وهو مجهول، ومثل هذا لا يحتج به.
(١) ابن ماجه في الصيام، باب ٤٣، حديث ١٧٤٣. وأخرجه - أيضًا - الطبراني في الكبير (١٠/ ٢٨٧) حديث ١٠٦٨١، والبيهقي في فضائل الأوقات ص/ ١٠٦، حديث ١٥، وفي شعب الإيمان (٣/ ٣٧٥) حديث ٣٨١٤، والجوزقاني في الأباطيل والمناكير (٢/ ١٠٣) حديث ٤٩٣، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٦٥) حديث ٩١٣، والمزي في تهذيب الكمال (١٠/ ٨٥). وفي سنده داود بن عطاء، قال الإمام أحمد في العلل (٢/ ٤٧): لا يُحدَّث عنه، وليس بشيء، داود قد رأيته. وقال الجوزقاني: هذا حديث باطل. وقال ابن الجوزي: لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٣١٧): هذا إسناد فيه داود بن عطاء المدني، وهو متفق على تضعيفه.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٦/ ٣٣٣ - مع الفيض) ورمز لضعفه.