للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(و) يستحب (أن يمشي إليها) أي الصلاة (بسكينة ووقار) بفتح الواو، قال القاضي عياض (١)، والقرطبي (٢): هو بمعنى السكينة، وذكر على سبيل التأكيد. وقال النووي (٣): الظاهر أن بينهما فرقًا، وأن السكينة التأني في الحركات، واجتناب العبث، والوقار في الهيئة، كغض الطرف، وخفض الصوت، وعدم الالتفات .. والأصل في ذلك حديث "الصحيحين": "إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فاقضوا" (٤).


= (٧/ ٢٦٤ - ٢٦٥، ٨/ ١٢٥)، والخطيب في تاريخه (١١/ ١٤١) والقضاعى حديث ١٤٦٩، كلهم عن الشعبي، عن أم سلمة رضي الله عنها مرفوعًا بلفظ: إذا خرج من بيته قال: اللهم إني أعوذ بك … إلخ. وزاد بعضهم في أوله: باسم الله، توكلت على الله، اللهم إني … إلخ.
وقال علي بن المديني في كتاب العلل، [كما في نتائج الأفكار (١/ ١٥٩)]: لم يسمع الشعبي من أم سلمة.
وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وربما توهم متوهم أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة، وليس كذلك، فإنه دخل على عائشة، وأم سلمة جميعًا، ثم أكثر الرواية عنهما جميعًا. ووافقه الذهبي.
وتعقبه الحافظ في نتائج الأفكار (١/ ١٥٩) فقال: هكذا قال، وقد خالف ذلك في علوم الحديث له [ص/ ١١١]، فقال: لم يسمع الشعبي من عائشة.
وصححه النووي في الأذكار (١/ ٧٢).
(١) انظر إكمال المعلم (٢/ ٥٥٣).
(٢) انظر المفهم لأبي العباس القرطبي (٢/ ٢٢٠).
(٣) شرح صحيح مسلم للنووي (٥/ ١٠٠).
(٤) رواه البخاري في الأذان، باب ٢١، حديث ٦٣٦، ومسلم في المساجد، حديث ٦٠٢، عن أبي هريرة رضي الله عنه.