للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم ينوِ شيئًا) لأن اليوم يُطْلَق بمعنى الوقت، قال تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (١)، وقال: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} (٢).

(وإن قدم) زيد (نهارًا، طَلَقت في أوَّله) أي: من طلوع فجر يوم قدومه، وتقدم (٣).

(وإن قُدم به) أي: بزيدٍ (ميتًا أو مُكرَهًا؛ لم تطلق) لأنه لم يَقدَم؛ وإنما قُدِمَ به (ومع النية) بأن يكون الحالف مثلًا أراد بقدومه انتهاء سفره (يُحمَلُ الكلام عليها) أي: على النية، فيقع في المثال المذكور.

(وإن قال) لزوجته أو غيرها: (إن تركتِ هذا الصبي يخرج، فأنتِ طالق، فانفلت الصبي بغير اختيارها، فخرج) أي: الصبي (فإن كان) الحالف (نوى ألا يخرج) الصبي (حَنِثَ) الحالف بخروجه (وإن نوى ألا تدعه) أي: تتركه (لم يحنث؛ نصًّا (٤)) لأنها لم تتركه (وإن لم تُعلم نيته) أي: الحالف (انصرفت يمينه إلى فعلها، فلا يحنث، إلا إذا خرج) الصبي (بتفريطها في حفظه، أو) خرج (باختيارها) لأن ذلك مقتضى لفظه، فلا يعدل عنه إلا لمعارض ولم يتحقق، لكن إن كان لليمين سبب هيجها؛ حُمِلت عليه، كما يأتي في باب جامع الأيمان.

"فائدة": قال في "بدائع الفوائد" (٥):

ما يقولُ الفقيهُ أيَّده اللهُ … وما زال عندَه إحسانُ


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٤١.
(٢) سورة الأنفال، الآية: ١٦.
(٣) (١٢/ ٢٨٥).
(٤) المغني (١٠/ ٤٨٨)، والمبدع (٧/ ٣٢٦)، والإنصاف مع المقنع والشرح الكبير (٢٢/ ٤٣٥).
(٥) (٣/ ٢٤٣).