للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنصارى، ولا يجب عليه الاعتصام بالكتاب والسُّنة، وأمثال هؤلاء) الطوائف المارقين من الدِّين، فلا تُقبل توبتهم في الظاهر، كالمنافق.

(ولا) يُقبل (١) -أَيضًا- في الظاهر توبة (من تكرَّرت رِدَّته) لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} (٢)؛ وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} (٣) والازدياد يقتضي كفرًا متجددًا، ولابُدَّ من تقديم (٤) إيمان عليه؛ ولما روى الأثرم بإسناده، عن طيبان (٥) بن عمارة، أنَّ ابن مسعود أُتِي برَجل، فقال له: "إنه قد أُتي بك مرَّةَ فزعمت أنك تُبْتَ، وأراك قد عُدْتَ، فقَتله" (٦)؛ ولأن تكرار الردَّة منه


(١) في "ذ": "ولا تقبل".
(٢) سورة النساء، الآية: ١٣٧.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٩٠.
(٤) في "ذ": "تقدم".
(٥) "طيبان" كذا في الأصول، وفي المغني (١٢/ ٢٦٩) والمبدع (٩/ ١٧٩): "ظبيان" وهو الصواب، انظر: الجرح والتعديل (٤/ ٥٠٢).
(٦) لعل الأثرم رواه في سننه، ولم تطبع، ولم نقف على من رواه مسندًا بهذا السياق، وفي المغني (١٢/ ٢٦٩ - ٢٧٠): روى الأثرم، بإسناده، عن ظبيان بن عمارة، أن رجلًا من بني سعد مرَّ على مسجد بني حنيفة فإذا هم يقرؤون برجز مُسيلِمة، فرجع إلى ابن مسعود رضي الله عنه، فذكر ذلك له، فبعث إليهم فأتي بهم، فاستتابهم فتابوا، فخلوا سبيلهم إلَّا رجلًا منهم يقال له ابن النواحة، قال: قد أُتيت بك مرة فزعمت أنك قد تبت وأراك قد عدت. فقتله.
وأخرج هذه القصة أبو داود في الجهاد، باب ١٦٦، حديث ٢٧٦٢، والنسائي في الكبرى (٥/ ٢٠٥) حديث ٨٦٧٥، وعبد الرَّزّاق (١٠/ ١٦٩) رقم ١٨٧٠٨، وابن أبي شيبة (١٢/ ٢٦٨ - ٢٦٩)، وأَحمد (١/ ٤٠٤)، والطحاوي (٣/ ٢١١ - ٢١٢)، والشاشي في مسنده (٢/ ١٨١ - ١٨٢) رقم ٧٤٦ - ٧٤٨، والطبراني في الكبير (٩/ ١٩٥) رقم ٨٩٦٠، والحاكم (٣/ ٥٣)، والبيهقي (٦/ ٧٧، ٨/ ٢٠٦)، من طرق =