للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن عليٍّ قال: "لمَّا أخذَ الله - عزَّ وجلَّ - الميثاقَ على الذُّريَّة، كَتَبَ كتابًا فألقمه الحَجرَ، فهو يَشهدُ للمؤمن بالوفاء، وعلى الكافر بالجُحودِ" ذكره الحافظ أبو الفَرَج (١).

(ويُقَبِّلُه) أي: الحَجرَ (من غير صوت يَظهرُ للقُبلة) لحديث ابن عُمر: "أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - استقبلَ الحجرَ، ووضع شفتيه عليه يبكي طويلًا، ثم التفتَ؛ فإذا هو بعُمرَ بن الخطَّاب يبكي، فقال: يا عُمر، ها هنا تُسْكَبُ العَبَرات" رواه ابن ماجه (٢).

وفي "الصحيحين": أنَّ أَسْلَم قال: "رأيت عُمرَ بن الخطَّاب قبَّل الحَجرَ، وقال: إني لأعلم أنك حَجَرٌ، لا تضرُّ ولا تنفع، ولولا أنِّي رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقبِّلُك ما قَبَّلْتُك" (٣) (ونصَّ) أحمد في رواية


(١) مثير العزم الساكن (١/ ٣٧١)، وأخرجه بنحوه مطولًا الحاكم (١/ ٤٥٧، ٤٥٨)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٤٥١) حديث ٤٠٤٠، وسكت عنه الحاكم، فقال الذهبي: أبو هارون ساقط. وضعَّفه البيهقي.
(٢) في المناسك، باب ٢٧، حديث ٢٩٤٥. وأخرجه - أيضًا - عبد بن حميد (٢/ ٢٠) حديث ٧٥٨، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ١١٤) حديث ٨٦، وابن خزيمة (٤/ ٢١٢) حديث ٢٧١٢، والعقيلي (٤/ ١١٣)، وابن حبان في المجروحين (٢/ ٢٧٢)، وابن عدي (٦/ ٢٢٤٨)، والحاكم (١/ ٤٥٤)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٤٥٦) حديث ٤٠٥٦، والمزي في تهذيب الكمال (٢٦/ ٢٤٢).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٦/ ٣٥٢ مع الفيض) ورمز لصحته. وقال ابن عدي بعد إيراده لهذا الحديث في ترجمة محمد بن عون الخراساني: ولمحمد بن عون غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه لا يُتابع عليه. وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال (٣/ ٦٧٦) في ترجمة محمد بن عون، وقال: قال النسائي: متروك. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٢/ ١٣٤): هذا إسناد ضعيف.
(٣) البخاري في الحج، باب ٥٧، ٦٠، حديث ١٦٠٥، ١٦١٠، ومسلم في الحج، حديث ١٢٧٠.