للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فورثه عصبة المعتِق، لأنه يُدْلون به

(ثم مولاه) أي: مولى المولى (كذلك) أي: يُقدَّم مولى المولى، ثم عصبته الأقرب فالأقرب، ثم مولى مولى المولى، ثم عصبته الأقرب فالأقرب، وهكذا.

(ثم) إن عُدِم ذو الولاءِ وإن بَعُدَ (١) (الردُّ) على ذوي الفروض غير الزوجين، كما يأتي؛ لقوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} (٢) فإن لم يردّ الباقي على ذوي الفروض، لم تتحقق الأولوية فيه؛ لأنا نجعل غيرهم أولى به منهم، ثم الفروض إنما قُدِّرت للورثة حالة الاجتماع؛ لئلا يزدحموا، فيأخذ القوي، ويُحرَم الضعيف؛ ولذلك فرض للإناث، وفرض للأب مع الولد دون غيره من الذكور؛ لأن الأب أضعف من الولد وأقوى من بقية الورثة، فاختص في موضع الضعف بالفرض، وفي موضع القوة بالتعصيب.

(ثم) إذا عُدِم ذوو الفروض (٣) (ذوو الأرحام) للآية المذكورة؛ ولأن سبب الإرث القرابة، بدليل أن الوارث من ذوي الفروض والعصبات إنما ورثوا لمشاركتهم الميت في نَسَبه، وهذا موجود في ذوي الأرحام، فيرثون كغيرهم (ولا يرث المولى من أسفل) وهو العتيق، من


= وأخرجه الدارمي في الفرائض، باب ٣١، حديث ٣٠١٣، من طريق خصيف بن عبد الرحمن الجزري، عن زياد، به.
قال السبكي في فتاواه (٢/ ٢٥١): حديث مرسل. قلنا: وخصيف هذا قال عنه الحافظ في التقريب رقم ١٧٢٨: صدوق سيئ الحفظ، خلط بآخرة.
(١) أي: الولاء.
(٢) سورة الأنفال: الآية: ٧٥.
(٣) في "ذ": "ذو الفرض".