للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القولين (١).

(وأُعطي الشفاعة العُظمى (٢)، والمقام المحمود (٣)) مقتضى كلامه كـ"المواهب" (٤) و"الخصائص" (٥) وغيرهما أنهما متغايران. وذكر بعضهم في الأذان (٦) أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى؛ لأن فيه يحمده الأولون والآخرون، وعلى الأول: فالمقام المحمود جلوسه - صلى الله عليه وسلم - على العرش، وعن عبد الله بن سلام: على الكرسي؛ ذكرهما البغوي (٧).


(١) المواهب اللدنية (٢/ ٦٤٨).
(٢) أخرج حديث الشفاعة: البُخَارِيّ في أحاديث الأنبياء، باب ٣، حديث ٣٣٤٠، وفي تفسير سورة الإسراء، باب ٥، حديث ٤٧١٢، ومسلم في الإيمان، حديث ١٩٤، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) أخرج البخاري في الزكاة، باب ٥٢، حديث ١٤٧٥، وفي التفسير، باب ١١، حديث ٤٧١٨، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثًا، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان، اشفع، حتَّى تنتهي الشفاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود.
(٤) المواهب اللدنية للقسطلاني (٢/ ٧٠٠).
(٥) الخصائص الكبرى للسيوطي (٣/ ٢٢٣).
(٦) انظر: شأن الدعاء للخطابي ص/ ١٣٩، وكشاف القناع (٢/ ٧٨ - ٧٩).
(٧) في تفسيره (٤/ ١٧٨ - ١٧٩)، والقول الأول في أن المقام المحمود جلوسه على العرش، هو قول مجاهد في تفسير قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: ٧٩]. وقد أخرجه عنه: ابن أبي شيبة (١١/ ٤٣٦)، وابن أبي عاصم في السنة (١/ ٣٠٥) رقم ٦٩٥، والخلال في السنة (١/ ٢١٣، ٢١٤، ٢١٦، ٢٤٤، ٢٤٥، ٢٤٧، ٢٤٨، ٢٥٣ - ٢٥٥، ٢٥٧، ٢٥٩) رقم ٢٤١، ٢٤٢، ٢٤٤، ٢٤٨، ٢٧٨، ٢٧٩، ٢٨٦ - ٢٨٨، ٢٩٨ - ٣٠٤، ٣١٠، ٣١٤، وابن عبد البر في التمهيد (٧/ ١٥٨)، والخطيب في تاريخه (٣/ ٢٢). وأورده -أَيضًا - الطبري في تفسيره (١٥/ ١٤٧)، والذهبي في ميزان الاعتدال (٣/ ٤٣٩)، وابن حجر في الفتح =