للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الجن. وليكون التوحيد أول شيء يقرع سمعه حين خروجه إلى الدنيا، كما يلقن عند خروجه منها، ولما فيه من طرد الشيطان عنه، فإنه يفر عند سماع الأذان.

وفي مسند ابن رزين أنه - صلى الله عليه وسلم - "قرأ في أذنِ مولودٍ سورةَ الإخلاصِ" (١) والمراد أذنه اليمنى. قاله في "شرح المنتهى".

(ويسن كون المؤذن صيتًا) أي: رفيع الصوت، لقوله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن زيد: "قم مع بلالٍ فألقهِ عليهِ، فإنه أندَى صوتًا منكَ" (٢).

واختار أبا محذورة للأذان؛ لكونه صيتًا، ولأنه أبلغ في الإعلام.

(أمينًا) أي: عدلًا، لما روى أبو محذورة أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمناءُ الناسِ على صلاتِهِم وسحُورِهم المؤذنون" رواه البيهقي (٣)، وفي إسناده يحيى بن عبد الحميد، وفيه كلام.


= وذكر هذا الحديث البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (٧/ ٩١) وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن العلاء.
بل هو متهم بالوضع. انظر الميزان (٤/ ٣٩٧)، والتقريب ص/ ١٠٦٣.
(١) لم نجده.
(٢) قطعة من حديث تقدم تخريجه (٢/ ٣٢) تعليق رقم ١.
(٣) في السنن الكبرى (١/ ٤٢٦). وأخرجه - أيضًا - الطبراني في الكبير (٧/ ٢١٠) حديث ٦٧٤٣ بلفظ: "المؤذنون أمناء المسلمين على فطرهم وسحورهم". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٢): "وإسناده حسن".
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (١/ ١٨٣): وفي إسناده يحيى الحماني مختلف فيه، وقال ابن عدي [٧/ ٢٦٥٩]: لم أر في مسنده حديثًا منكرًا.
وله شاهد مرسل عن الحسن البصري رواه الشافعي "ترتيب مسنده" (١/ ٥٨)، والبيهقي (١/ ٤٢٦)، وأشار إلى تقوية الحديث به.