للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعدم حصولها في المَرْمى.

(ويُكبِّر مع كلِّ حصاة) لفعله - صلى الله عليه وسلم -، رواه مسلم (١) من حديث جابر.

(ويَستبطنُ الوادي) لفعله - صلى الله عليه وسلم -، متفق عليه (٢) من حديث ابن عمر.

(ويقول) مع كل حصاة: (اللهمَّ اجْعَلْه حجًّا مبرورًا) أي: مقبولًا. يقال: بَرَّ الله حَجَّه، أي: تقبَّله (وذَنْبًا مغفورًا، وعملًا مشكورًا) لحديث ابن عُمر مرفوعًا، رواه حنبل (٣). وكذا كان ابن عباس يقوله (٤).

(ويرفع الرامي) للجمار (يُمناه حتى يُرى) بالبناء للمفعول (بياضُ إبْطِه) لأن في ذلك معونة على الرمي (ويَرْميها على حاجبه الأيمن) لقول


(١) في الحج، حديث ١٢١٨.
(٢) البخاري في الحج، باب ١٤٠ - ١٤٢، حديث ١٧٥١ - ١٧٥٣، بلفظ: أنه كان يَرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات، يُكبِّر إثْرَ كل حصاة … ثم يَرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي … فيقول: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يَفعلُه.
ولم نقف عليه عند مسلم من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -. وقد روى البخاري في الحج، باب ١٣٨، حديث ١٧٥٠، ومسلم في الحج، حديث ١٢٩٦، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنه أتى جمرة العقبة، فاستبطن الوادي فاستعرضها، فرماها من بطن الوادي بسبع حصيات يُكبِّر مع كل صلاة، ثم قال: من هاهنا والذي لا إله غيره، قام الذي أُنزلت عليه سورة البقرة. فلعل الصواب: متفق عليه من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(٣) لعل حنبلًا رواه في مسائله، ولم تطبع. وأخرجه - أيضًا - البيهقي (٥/ ١٢٩). وفي سنده: عبد الله بن حكيم. قال البيهقي: ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة "الجزء المفرد" ص/ ٢٧٣، والطبراني في الدعاء (٢/ ١٢٠٩) رقم ٨٨١، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - موقوفًا. وضعفه الحافظ في التلخيص الحبير (٢/ ٢٥٠).
(٤) لم نقف على من أخرجه عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وقد عزاه ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ٢٥٠) إلى ابن عمر، وابن مسعود - رضي الله عنهم -، وذكر أنه أسنده عنهما سعيد بن منصور في السنن من وجهين ضعيفين، وكذا عزاه ابن مفلح في المبدع إلى ابن عمر، وابن مسعود - رضي الله عنهم - وقد تقدم أثر ابن مسعود - رضي الله عنه - (٦/ ٣٠١) تعليق رقم (١).