للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عظيمًا كما يفيده التنكير (وفي قبري نورًا، وفي لساني) أي نطقي (نورًا) استعارة للعلم والهدى (وفي سمعي نورًا) ليتحلى بأنواع المعارف، ويتجلى له صنوف الحقائق (وفي بصري نورًا) لينكشف به الحق (وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، وفوقي نورًا وتحتي نورًا) لأكون محفوفًا بالنور من جميع الجهات، وإيذانًا بتجاوز النور عن قلبه وسمعه وبصره إلى سائر جهاته، ليهتدي كل أتباعه (وفي عصبي نورًا، وفي لحمي نورًا، وفي دمي نورًا، وفي شعري نورًا، وفي بشري) أي جلدي (نورًا، وفي نفسي) أي ذاتي (نورًا) أي اجعل لي نورًا شاملًا للأنوار السابقة وغيرها (وأعظم لي نورًا) أي أجزلي (١) عن عطائك نورًا عظيمًا لا يكتنه كنهه (واجعلني نورًا، اللهم أعطني نورًا، وزدني نورًا).

روي عن ابن عباس، أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الصلاة وهو يقول: "اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، وأعطني نورًا" رواه مسلم (٢).

(وإن سمع الإقامة لم يسع) قال في "المصباح" (٣): سعى في مشيه،


= تقرب إليك، وأوجه من توجه إليك، وأنجح من سألك، وطلب إليك، يا الله، يا الله، يا الله، يا الله، يا الله. وفي إسناده: محمد بن زكريا الغلابي، وإسماعيل بن يعلى الثقفي وهما ضعيفان.
(١) في "ح" و"ذ": "أجزل لي".
(٢) في صلاة المسافرين، حديث ٧٦٣ (١٩١)، وفيه زيادة: "واجعل في سمعي نورًا". ورواه البخاري في الدعوات، باب ١٠، حديث ٦٣١٦ بلفظ: وكان يقول في دعائه … الحديث، دون قوله: "وفي لساني نورًا". وليس فيه ذكر "خرج إلي الصلاة". وانظر فتح الباري (١١/ ١١٧ - ١١٨).
(٣) ص/ ١٠٥ و ١٥١.