للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب الهدي، والأضاحي، والعقيقة، وما يتعلق بها]

(الهَدي) أصله التشديد (١)، من هديت الشيء أهديه. ويقال - أيضًا -: أهديت الهدي إهداء.

وهو (ما يُهدى إلى الحَرَم من نَعَمٍ (٢) وغيرها). وقال ابن المنجَّا: ما يُذبح بمِنى، سُمِّي بذلك؛ لأنه يُهدى إلى الله تعالى.

(والأُضحية) بضم الهمزة وكسرها مع تشديد الياء وتخفيفها، ويقال: ضَحيَّة، كسَريَّة، والجمع ضحايا، ويقال: أضْحَاة، والجمع: أضحًى، كأرْطَاة وأرْطًى، نقله الجوهري (٣) عن الأزهري (٤).

وهي: (ما تُذبح (٥) من بهيمة الأنعام) أي: الإبل، والبقر، والغنم الأهلية (أيام النَّحْر) الثلاثة، وليلتي يومي التشريق على ما يأتي (بسبب العيد) بخلاف ما يذبح بسبب نُسُك، أو إحرام (تقرُّبًا إلى الله تعالى) احترازًا عمَّا يُذبح للبيع ونحوه.

(يُسنُّ لمن أتى مكةَ، أن يُهدي هديًا) لفعله - صلى الله عليه وسلم -، قال جابر في صفة حجِّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وكان جماعَةُ الهَديِ الذي قدِمَ بِه عليٌّ من اليمنِ،


(١) قال ثعلب كما في لسان العرب (١٥/ ٣٥٩) مادة (هدي): "الهَدي, بالتخفيف، لغة أهل الحجاز، والهديُّ، بالتثقيل على فعيل، لغة بني تميم وسُفلى قيس، وقد قرئ بالوجهين جميعًا: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}". وانظر: الفصيح لثعلب ص/ ٢٠.
(٢) في "ذ": "النعم".
(٣) الصحاح (٦/ ٢٤٠٧). لكن الجوهري نقله عن الأصمعي.
(٤) تهذيب اللغة (٥/ ١٥٣).
(٥) في "ذ": "ما يذبح".