للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(قال الشيخ (١): إذا دُعي إلى أكل، دخل بيته، فأكل ما يكسر نَهْمَته قبل ذهابه. انتهى.

ولا يجمع بين النوى والتمر في طبق واحد) لأنه يورث نفورًا عن أكل الباقي، وكذا أكْل الرمان، وكلُّ ما له قشر، كالقصب.

(ولا يجمعه في كفِّه، بل يضعه من فيه على ظهر كفِّه، وكذا كل ما فيه عَجَم وثُفْل) قال أبو بكر بن حماد: رأيت الإمام أحمد يأكل التمر ويأخذ النوى على ظهر إصبعيه؛ السبابة والوسطى (٢).

والعَجَم - بالتحريك -: النوى، وكل ما كان في جوفِ مأكولٍ، كالزبيب. الواحدة عَجَمَةٌ، مثل قصب وقصبة. قال يعقوب (٣): والعامة تقول: عَجْم، بالتسكين، والثُّفْل - بضم الثاء المثلثة وسكون الفاء - ما يثْفُل من كل شيء؛ قاله في "الآداب" (٤).

(ولا يخلط قشر البِطّيخ الذي أكله بما لم يؤكل، ولا يرمي به؛ لأنَّ في جمعه ليُطرَح كُلْفةً، وربما صدم) حالَ رميه (رأس الجليس، أو قطر منه شيء في حالة الرمي) على جليسه فآذاه.

(ولربّ الطعام أن يخصَّ بعض الضيفان بشيء طيِّب إذا لم يتأذَّ غيْرُه) لأن له أن يتصرف في ماله كيف شاء.

(ويستحب للضيف أن يُفْضِل شيئًا) من الطعام (لاسيَّما إن كان ممن


= (١٠/ ٢٠٥)، عن عبد الرحمن بن مسعود، عن سلْمان يقول: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتكلف للضيف. قال الذهبي في تلخيص المستدرك: سنده ليِّن.
(١) الإنصاف مع المقنع والشرح الكبير (٢١/ ٣٧٥).
(٢) الآداب الشرعية (٣/ ٢١٧)، والفروع (٦/ ٢٩٨).
(٣) هو ابن السكيت، وكلامه المذكور في كتابه إصلاح المنطق ص/ ١٧٣.
(٤) الآداب الشرعية (٣/ ٢١٦).