للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقال الشيخ (١): المراد) بتفطيره (إشباعه).

(ويُستحبُّ في رمضان الإكثار مِن قراءة القرآن والذِّكرِ والصدقة) لتضاعف الحسنات به. قال في "المبدع": وكان مالك يترك أصحاب الحديث في شهر رمضان، ويُقْبِلُ على تلاوة القرآن (٢). وكان الشافعي يقرأ ستين ختمة (٣). وقال إبراهيم: تسبيحة في رمضان خير مِن ألف تسبيحة فيما سواه (٤).

(ويُستحبُّ التتابع فورًا في قضائه) أي: رمضان؛ لأن القضاء يحكي الأداء، وفيه خروج مِن الخِلاف، وأنجى لبراءة الذِّمَّة. وظاهره: لا فَرقَ بين أن يكون أفطر بسبب مُحرَّم، أو لا (ولا يَجبان) أي: التتابع والفور في قضاء رمضان. قال البخاري: قال ابن عباس: "له أن يفرِّق؛ لقول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (٥)" (٦). وعن


= والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٣٠٥، ٤١٩) حديث ٣٦٠٨، ٣٩٥٥. وفي فضائل الأوقات ص/ ١٤٦، حديث ٣٧، والخطيب في تاريخه (٤/ ٣٣٣). قال العقيلي: ليس له طريق ثبتٌ بيِّنٌ. قال ابن حبان: هذا لا أصل له.
وانظر: الكامل لابن عدي (٢/ ٧٢٢).
(١) الاختيارات الفقهية ص/ ١٦١.
(٢) انظر: لطائف المعارف لابن رجب ص/ ٣١٨.
(٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٩/ ١٣٤)، والخطيب في تاريخه (٢/ ٦٣).
(٤) لم نقف عليه من قول إبراهيم. وأخرجه الترمذي في الدعوات، باب ٦٢، رقم ٣٤٧٢، وابن أبي شيبة (١٠/ ٤٣٠)، وابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ١٥٦)، والمزي في تهذيب الكمال (٣٣/ ٧٨)، من كلام الزهري.
(٥) سورة البقرة، الآية: ١٨٤.
(٦) صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب ٤٠، ولفظه: لا بأس أن يفرِّق. ورواه =