للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

القسم (الثاني: المُضاربة، وهي) تسمية أهل العراق، مأخوذة من الضَّرْب في الأرض، وهو السفر للتجارة، قال تعالى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (١). ويحتمل أن يكون من ضرب كل منهما بسهم في الربح.

وسمَّاها أهلُ الحجاز: قِراضًا، فقيل: هو من القَرض بمعنى القطع، يقال: قرض الفأرُ الثوبَ، إذا قطعه، فكأن ربَّ المال اقتطع من ماله قطعة، وسلَّمها إلى العامل، واقتطع له قطعة من ربحها. وقيل: من المساواة والموازنة، يقال: تقارض الشاعران، إذا توازنا.

وهي جائزة بالإجماع، حكاه ابنُ المنذر (٢) ورُويت عن عمر (٣)، وعثمان (٤)، وعلي (٥)، وابن مسعود (٦)، وحكيم بن حزام (٧) رضي الله


(١) سورة المزمل، الآية: ٢٠.
(٢) الإقناع لابن المنذر (١/ ٢٧٠).
(٣) أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٦٨٧)، والشافعي في الأم (٤/ ٣٣)، وفي مسنده (ترتيبه ٢/ ١٦٩ - ١٧٠)، والدارقطني (٣/ ٦٣)، والبيهقي (٦/ ١١٠)، وفي معرفة السنن والآثار (٨/ ٣٢٢) رقم ١٢٠٦٥. قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٣/ ٥٧): إسناده صحيح.
(٤) أخرجه مالك في الموطأ (٣/ ٦٨٨) والشافعي في الأم (٧/ ١٠٨)، والبيهقي (٦/ ١١١)، وفي معرفة السنن والآثار (٨/ ٣٢٣) رقم ١٢٠٦٨. وصححه ابن كثير في إرشاد الفقيه (٢/ ٧٤)، والحافظ في بلوغ المرام رقم ٩٠٥.
(٥) أخرجه عبد الرزاق (٨/ ٢٤٨) رقم ١٥٠٨٧ .
(٦) ذكره الشافعي في الأم (٧/ ١٠٨)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (٨/ ٣٢٣) رقم ١٢٠٦٩.
(٧) أخرجه الدارقطني (٣/ ٦٣)، والبيهقي (٦/ ١١١). وصحح إسناده ابن كثير في إرشاد =