للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: هذا يقتضي أن يكون كهلال رمضان، فيقبل فيه خبر عدل واحد، إذ لم يُذكر في الخبر تحليف.

(قال جماعة: ويقتل المسلمُ أباه وابنَه، ونحوَهما من ذوي قرابته في المعترك) لأن أبا عبيدة قتل أباه في الجهاد (١)، فأنزل الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية (٢).

(ويُخَيَّرُ الأميرُ تَخييرَ مصلحة واجتهاد) في الأصلح (لا تخيير شهوة في الأسْرى الأحرار المقاتلين والجاسوس - ويأتي - بين قتلٍ) لعموم قوله


= قال أبو عبيد: أما أهل المعرفة بالمغازي فإنهم يقولون: إنما هو سهل بن بيضاء، أخو سهيل, فأما سهيل فكان من المهاجرين، وقد شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدرًا.
قال ابن سعد (٤/ ٢١٣): أسلم سهل بمكة وكتم إسلامه، فشهد بدرًا مع المشركين، فأسر يومئذ، فشهد له عبد الله بن مسعود أنه رآه يصلي، فخلى عنه. وانظر الإصابة (٤/ ٢٧٠)، والاستيعاب (٤/ ٢٧١)، وقال ابن سعد - أيضًا - (٤/ ٢١٣): الذي روى هذه القصة في سهيل بن بيضاء قد أخطأ، سهيل أسلم قبل عبد الله بن مسعود، ولم يَسْتَخفِ بإسلامه، وشهد بدرًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا، والقصة في سهل.
(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١/ ١٥٤) حديث ٣٦٠، والحاكم (٣/ ٢٦٥)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٠١)، والبيهقي (٩/ ٢٧)، وابن عساكر في تاريخه (٢٥/ ٤٤٦)، عن عبد الله بن شوذب قال: جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر، وأبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر الجراح قصده أبو عبيدة فقتله.
قال البيهقي وابن الملقن في خلاصة البدر المنير (٢/ ٣٤٢): هذا منقطع.
وقال الحافظ في التلخيص الحبير (٤/ ١٠٢): رواه الحاكم والبيهقي منقطعًا عن ابن شوذب. وكان الواقدي ينكره، ويقول: مات والد أبي عبيدة قبل الإسلام. وقال في الفتح (٧/ ٩٣): رواه الطبراني مرسلًا. وقال في الإصابة (٥/ ٢٨٦): أخرجه الطبراني بسند جيد عن عبد الله بن شوذب.
(٢) سورة المجادلة، الآية: ٢٢.