للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشفاعةُ" رواه مسلم (١).

وعن جابر: أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم ربَّ هذه الدعوةِ التامةِ والصلاةِ القائمةِ، آت محمدًا الوسيلة والفضيلةَ، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدتَه، حلت له شفاعتي يوم القيامةِ" رواه البخاري (٢).

قال في "المبدع": ولم يذكر "والسلام" معه، فظاهره أنه لا يكره بدونه، وقد ذكر النووي أنه يكره.

"تتمة" "اللهم" أصله: يا الله، والميم بدل من ياء، قاله الخليل وسيبويه (٣)، وقال الفراء (٤): أصله يا الله أمنا بخير، فحذف حرف النداء، ولا يجوز الجمع بينهما إلا في الضرورة.

"والدعوة" - بفتح الدال - هي دعوة الأذان، سميت تامة لكمالها، وعظم موقعها، وسلامتها من نقص يتطرق إليها.

وقال الخطابي (٥): وصفها بالتمام لأنها ذكر الله، يدعى بها إلى طاعته، وهذه الأمور التي تستحق صفة الكمال والتمام، وما سواها من أمور الدنيا معرض للنقص والفساد. وكان الإمام أحمد يستدل بهذا على أن القرآن غير مخلوق. قال: لأنه ما من مخلوق إلا وفيه نقص.

و"الصلاة القائمة" التي ستقوم، وتفعل بصفاتها.


(١) في الصلاة، حديث ٣٨٤ عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -.
(٢) في الأذان، باب ٨، حديث ٦١٤، وفي التفسير، حديث ٤٧١٩.
(٣) انظر كتاب سيبويه (٢/ ١٩٦)، وتهذيب اللغة (٦/ ٤٢٦)، ولسان العرب (١٣/ ٤٧٠).
(٤) انظر إعراب القرآن (١/ ٢٠٢), وتهذيب اللغة (٦/ ٤٢٥)، ولسان العرب (١٣/ ٤٧٠).
(٥) شأن الدعاء ص/ ١٣٥.