للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوسف (١)؛ لأن الأصل حياته.

(فإن فُقِدَ ابن تسعين، اجتهد الحاكم) في تقدير مدة انتظاره.

القسم الثاني: من انقطع خبره لغيبة ظاهرها الهلاك، وهو المشار إليه بقوله: (وإن كان غالبها) أي: غالب أحوال غيبته (الهلاك، كمن غرق مركبه فسلم قوم دون قوم، أو فُقِدَ من بين أهله، كمن يخرج إلى الصلاة) فلا يعود (أو) يخرج (إلى حاجة قريبة فلا يعود، أو) فُقِدَ (في مَفَازة مهلكة، كمفازة الحجاز) قال في "المبدع": مَهْلِكة بفتح الميم واللام، ويجوز كسرهما؛ حكاهما أبو السعادات (٢)، ويجوز ضم الميم مع كسر اللام اسم فاعل، من أَهلكتْ فهي مُهلِكة، وهي أرض يكثر فيها الهلاك. انتهى. وتسميتها مفازة تفاؤلًا.

(أو) فُقِد (بين الصَّفَّين حال التحام القِتال؛ انتُظر به تمام أربع سنين منذ فُقِدَ) لأنها مُدَّة يتكرر فيها تردد المسافرين والتُّجار، فانقطاع خبره عن أهله مع غيبته على هذا الوجه يغلّب ظن الهلاك؛ إذ لو كان باقيًا لم ينقطع خبره إلى هذه الغاية؛ فلذلك حُكم بموته في الظاهر.

(فإن لم يُعلم خبره) بعد التسعين في القسم الأول، أو الأربع في القسم الثاني (قُسِم ماله) بين ورثته (واعتدَّت امرأته عدة الوفاة، وحلَّت للأزواج) لاتفاق الصحابة على ذلك (ويأتي) ذلك (في العِدَد) موضَّحًا (ويزكَّى مالُه لما مضى قبل قسمه) لأن الزكاة حق واجب في المال، فيلزم أداؤه.

(ولا يرثه) أي: المفقود (إلا الأحياء من ورثته وقت قَسْم ماله) وهو


(١) المبسوط (١١/ ٣٥ - ٣٦)، وفتح القدير (٦/ ١٤٨).
(٢) النهاية في غريب الحديث (٥/ ٢٧١).