للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[باب التيمم]

(وهو) لغة: القصد، قال تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} (١) يقال يممت فلانًا، وتيممته، وأممته، إذا قصدته، ومنه: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} (٢) وقول الشاعر (٣):

وما أدري إذا يممت أرضًا … أريد الخير أيهما يليني؟

أالخير الذي أنا مبتغيه … أم الشر الذي هو مبتغيني؟

وشرعًا: (مسح الوجه واليدين بتراب طهور على وجه مخصوص) يأتي تفصيله.

وهو ثابت بالإجماع، وسنده قوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا. . . الآية} (٤) وحديث عمار (٥)، وغيره.

وهو من خصائص هذه الأمة؛ لأن الله تعالى لم يجعله طهورًا لغيرها، توسعة عليها وإحسانًا إليها.

والتيمم (بدلٌ عن طهارة الماء) لأنه مترتب عليها، يجب فعله عند عدم الماء، ولا يجوز مع وجوده إلا لعذر، وهذا شأن البدل.

(ويجوز) التيمم (حضرًا وسفرًا، ولو) كان السفر (غير مباح، أو) كان (قصيرًا) دون المسافة؛ (لأن التيمم عزيمة لا يجوز تركه) عند وجود شروطه.


(١) سورة البقرة الآية: ٢٦٧.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٢.
(٣) هو المثقب العبدي. انظر خزانة الأدب (١١/ ٨٠).
(٤) سورة النساء، الآية: ٤٣.
(٥) يأتي تخريجه ص/ ٤١٢ تعليق رقم ٢.