للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحاديث (١) كلها تدل على مثل ذلك. وهذا الفصل وضع لبيان ما يجب من ذلك.

(وإن حصل في هوائه) المملوك له هو أو منفعته (أو) في (هواء جدار له فيه شركة) في عينه أو منفعته (أغصان شجرة غيره) أو حصلت الأغصان على جداره (فطالبه) أي: طالب ربُّ العقار أو بعضه أو منفعته صاحبَ الأغصان (بإزالتها، لزمه) أي: لزم ربَّ الأغصان إزالتُها؛ لأن الهواء تابع للقرار، فوجب إزالة ما يشغله من ملك غيره، كالدابة إذا دخلت ملكه، وطريقه: إما القطع، أو ليُّه إلى ناحية أخرى، وسواء أثر ضررًا؛ أو لا.

(فإن أبى) ربُّ الأغصان إزالتها (لم يُجبر؛ لأنه) أي: حصولها في هوائه (ليس من فعله.

ويضمن ربُّها) أي: الأغصان (ما تَلِفَ بها بعد المطالبة) قطع به في


(١) منها: ما أخرجه البخاري في الأدب، باب ٢٩، حديث ٦٠١٦ عن أبي شريح، ومسلم في الإيمان، حديث ٤٦ عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه".
ومنها: ما أخرجه أيضًا البخاري في الأدب، باب ٣٠، حديث ٦٠١٧، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فِرْسنَ شاة".
ومنها: ما أخرجه البخاري في الأدب، باب ٣١، حديث ٦٠١٩، ومسلم في الإيمان، حديث ٤٨، عن أبي شريح العدوي رضي الله عنه قال: "سمعت أذناي وبصرت عيناي حين تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره … " الحديث.
ومنها: ما أخرجه البخاري في الأدب، باب ٣١، حديث ٦٠١٨، ومسلم في الإيمان، حديث ٤٧ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذ جاره".