للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و(يُعد) الإمام، أو الأمير (لهم) أي: لجيشه (الزاد) لأنه لا بُدَّ منه، وبه قوامهم، وربما طال سفرهم، فيهلكون حيث لا زاد لهم.

(ويُقوِّي نفوسَهم بما يخيل إليهم من أسباب النصر) فيقول مثلًا: أنتم أكثر عَدَدًا وعُددًا، وأشد أبدانًا، وأقوى قلوبًا، ونحو ذلك؛ لأنه مما تستعين به النفوس على المصابرة، ويبعثها على القتال؛ لطمعها في العدو.

(ويعرِّف عليهم العُرفاء) جميع عريف (وهو القائم بأمر القبيلة، أو الجماعة من الناس، كالمقدم عليهم؛ ينظر في حالهم، ويتفقدهم، ويتعرَّف الأمير منه أحوالهم) لأنه - صلى الله عليه وسلم - "عرَّف عامَ خيبر على كُلِّ عشرةٍ عَريفًا" (١). ولأنه أقرب - أيضًا - لجمعهم.

وقد ورد: "العَرَافَةُ حَقٌّ" (٢) لأن فيها مصلحة الناس. وأما قوله


(١) ذكره الشافعي في الأم (٤/ ١٥٤)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (٩/ ٢٩٣)، عن الزهري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرف عام حنين على كل عشرة عريفًا.
قال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (٢/ ١٥٣): غريب. نعم هو في البخاري [في الوكالة باب ٧، حديث ٢٣٠٧، ٢٣٠٨، وفي العتق باب ١٣، حديث ٢٥٣٩، ٢٥٤٠، وفي الهبة باب ٢٤، حديث ٢٦٠٧، ٢٦٠٨، وفي فرض الخمس باب ١٥، حديث ٣١٣١، ٣١٣٢، وفي المغازي باب ٥٤، حديث ٤٣١٨، ٤٣١٩، وفي الأحكام باب ٢٦، حديث ٧١٧٦، ٧١٧٧] من رواية عروة بن الزبير، عن مسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، من غير ذكر عدد العرفاء.
(٢) أخرجه أبو داود في الخراج والإمارة والفيء، باب ٥، حديث ٢٩٣٤، والبيهقي (٦/ ٣٦١)، في قصة طويلة، والخطابي في غريب الحديث (١/ ١٨٨) من حديث غالب القطان، عن رجل، عن أبيه، عن جده بلفظ: "العرافة حق، ولا بُدّ للناس من العُرفاء، ولكن العُرفاء في النار".
وأخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ١٢٢، ١٢٣ - ١٢٤) مختصرًا.
قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (٤/ ١٩٦): في إسناده مجاهيل، وقال في =