للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس (١) الدينية والدنيوية، البدنية والمالية، كالزَّرْع والغَرْس ونحوهما) لأن أمر المعاد والمعاش لا ينتظم إلا بذلك، فإذا قام بذلك أهلُه بنيَّة التقرُّب، كان طاعة، وإلا؛ فلا.

(و) من ذلك (إقامةُ الدعوة) إلى دين الإسلام (ودفع الشُّبَه بالحُجَّة والسيف) لمن عاند؛ لقوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٢).

(و) من ذلك (سَدُّ البُثُوق) بتقديم الموحدة، وهو ما انفتح في (٣) جانب النهر.

(و) من ذلك (حَفْرُ الآبار والأنهار، وكَرْيُها - وهو تنظيفها - وعَمَل القناطر والجسور والأسوار، وإصلاحها) أي: القناطر والجسور والأسوار (وإصلاح الطُّرق والمساجد) لعموم حاجة الناس إلى ذلك.

(و) من ذلك (الفتوى، وتعليم الكِتاب والسُّنة، وسائر العلوم الشرعيةِ) كالفقه وأصوله، والتفسير، والفرائض (وما يتعلَّق بها من حساب ونحوه، ولُغة ونَحْوٍ وتصريف وقراءة.

وعكسُ العلوم الشرعية: علومٌ محرَّمة أو مكروهة، فالمُحرَّمة: كعلم الكلام) إذا تكلمَ فيه بالمعقول المحض، أو المخالف للمنقول الصريح الصحيح، فإن تكلم فيه بالنقل فقط، أو بالنقل والعقل الموافق له, فهو أصل الدين وطريقة أهل السُّنة.

وهذا معنى كلام الشيخ تقي الدين (٤)، وفي "الحاشية" ما فيه كفاية في ذلك.


(١) في "ذ": "المحتاج إليها لمصالح الناس غالبًا".
(٢) سورة النحل، الآية: ١٢٥.
(٣) في "ذ": "من".
(٤) انظر: درء تعارض العقل والنقل (١/ ٤٣ - ٤٦).