للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على لقاح النبي - صلى الله عليه وسلم - وصادفهم سلمة بن الأكوع خارج المدينة تبعهم، وقاتلهم من غير إذن، فمَدَحه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "خير رجالنا سَلمةُ بنُ الأكْوَعِ" وأعطاهُ سهْمَ فارسٍ وراجل" (١).

(وإذا قال الإمام لرجل: أُحرِّجُ عليك أن لا تصحبني، فنادى) الإمام (بالنفير، لم يكن) النفير (إذنًا له) في الخروج؛ لتقديم (٢) الخاص على العام.

(ولا بأس بالنِّهد (٣)) بكسر النون، وهو: المناهدة (٤) (في السفر) فعله الصالحون، كان الحسن إذا سافر ألقى معهم (٥)، ويزيد - أيضًا - بعد ما يكفي (٦). وفيه - أيضًا - رفق.

(ومعناه) أي: النِّهد (أن يُخرج كل واحد من الرفقة شيئًا من النفقة يدفعونه إلى رَجُل (٧) ينفق عليهم، ويأكون منه جميعًا، ولو أكل بعضهم أكثر من بعض) لجريان العادة بالمسامحة في مثل ذلك.

(ولو دخل قوم لا مَنَعَة) بفتح الأحرف الثلاث، وقد تُسَكَّن النون، أي: القوة والدفع (لهم، أو لهم مَنَعَة، أو) دخل (واحد - ولو عبدًا،


(١) أخرجه مسلم في الجهاد والسير، حديث ١٨٠٧. ولفظه: خير رجَّالتنا.
(٢) في "ح": "لتقدم".
(٣) في "ذ": "بالنهدة".
(٤) في "ح": "القوت". والنهد، قال في القاموس ص/ ٣٢٣ مادة (نهد): هو ما تخرجه الرفقة من النفقة بالسوية في السفر.
(٥) ذكره ابن حجر في فتح الباري (٥/ ١٢٩) عن الحسن قوله: أخرجوا نِهْدكم؛ فإنه أعظم للبركة وأحسن لأخلاقكم. وعزاه إلى أبي عبيد في الغريب. ولم نجده في المطبوع منه.
(٦) في "ح" و"ذ": "ما يلقي".
(٧) في "ذ": "رجل منهم".