للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

(وليلةُ القَدرِ شريفة معظَّمة، تُرجى إجابةُ الدُّعاء فيها) قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (١). قال المفسرون: أي: قيامها والعمل فيها خيرٌ مِن العمل في ألف شَهر خالية منها (٢). وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة مرفوعًا: "مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ من ذنبِهِ" (٣). زاد أحمد: "وما تأخرَ" (٤).

(وسُمِّيت ليلةَ القَدْر؛ لأنه يُقَدَّر فيها ما يكون في تلك السَّنَة) لقوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (٥). وما رُوي عن عِكرمة: أنها


(١) سورة القدر، الآيتان: ٢، ٣.
(٢) انظر تفسير الطبري (٣٠/ ٢٦٠)، والقرطبي (٢٠/ ١٣١).
(٣) البخاري في الإيمان، باب ٢٥، حديث ٣٥، وفي الصوم، باب ٦، حديث ١٩٠١، وفي فضل ليلة القدر، باب ١، حديث ٢٠١٤، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، حديث ٧٦٠.
(٤) لم نجد هذه الزيادة في مسند أحمد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وإنما رواها النسائي في الكبرى (٢/ ٨٨) حديث ٢٥١٢، وانظر معرفة الخصال المكفِّرة للذنوب المقدَّمة والمؤخَّرة ص/ ٥٩ - ٦١.
ورواها أحمد (٥/ ٣١٨، ٣٢١، ٣٢٤)، والضياء في المختارة (٨/ ٢٧٩) حديث ٣٤٢. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ١٧٥): رواه أحمد ورجاله ثقات. عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -.
(٥) سورة الدخان، الآية: ٤.