للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل (ويسن أن يخطب على منبر)]

لما روى سهل بن سعد أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى امرأة من الأنصار أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادًا أجلس عليها إذا كلمتُ الناس - متفق عليه (١). وفي "الصحيح": "أنه عمل من أثل الغابة، فكان يرتقي عليه" (٢).

وكان اتخاذه في سنة سبع من الهجرة، وقيل: سنة ثمان. وكان ثلاث درج. وسمي منبرًا لارتفاعه، من النبر، وهو الارتفاع.

واتخاذه سنة مجمع عليها، قاله في "شرح مسلم" (٣).

ويكون صعوده فيه على تؤدة إلى الدرجة التي تلي السطح، قاله في "التلخيص".

(أو) على (موضع عال) إن لم يكن منبر؛ لأنه في معناه، لاشتراكهما في المبالغة في الإعلام.

(ويكون المنبر) أو الموضع العالي (عن يمين مستقبل القبلة) بالمحراب؛ لأن منبره - صلى الله عليه وسلم - كذا كان (٤). وكان يقف على الدرجة الثالثة التي تلي


(١) البخاري في الجمعة، باب ٢٦، حديث ٩١٧، ومسلم في المساجد، حديث ٥٤٤.
(٢) رواه البخاري في الصلاة، باب ١٨، حديث ٣٧٧.
(٣) شرح النووي (٦/ ٣٩٠).
(٤) قال الحافظ في التلخيص الحبير (٢/ ٦٢): لم أجده حديثًا، ولكنه كما قال (أي الرافعي) فالمستند فيه إلى المشاهدة، ويؤيده حديث سهل بن سعد في البخاري، في قصة عمل المرأة المنبر، قال: فاحتمله النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعه حيث ترون.