للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنما لزم الإحرام من الحِلِّ ليجمع في النُّسك بين الحِلِّ والحَرَم.

(ثم) يلي الإحرام من التنعيم في الأفضلية الإحرام (من الجِعْرَانة) بكسر الجيم وإسكان العين، وقد تكسر العين وتشدد الراء، وقال الشافعي: التشديد خطأ (١). وهي موضع بين مكة والطائف، خارج من حدود الحرم، يعتمر منه، سُمِّيَ برَيْطَةَ بنتِ سعدٍ، وكانت تلقَّب بالجِعْرانة (٢). قال في القاموس (٣): وهي المراد في قوله تعالى: {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا} (٤).

(ثم) يلي الإحرام من الجِعْرانة في الأفضلية الإحرام من (الحُديبية) مصغرة، وقد تُشدَّد، بئر قرب مكة، أو شجرة حَدباء كانت هناك.

(ثم) يلي ما سبق (ما بَعُدَ) عن الحرم، وعنه في المكي: كلما تباعد في العُمرة فهو أعظم للأجر (٥).

(ومن كان خارج الحرم) أي: حرم مكة (دون الميقات) أي المواقيت التي سبقت (فـ)ــميقات إحرامه بالحجِّ أو العُمْرة (من دُويرة أهله) كما تقدم في باب المواقيت، لحديث ابن عباس السابق هناك (٦).

(وإنْ كان في قرية) وأراد الإحرام (فـ)ــإنه يُحرِم (من الجانب


(١) انظر: المجموع (٨/ ١٨٤), ومعجم البلدان (٢/ ١٤٢).
(٢) هي ريطة بنت سعد بن زيد بن مَنَاة بن تميم، تُلقَّب بالجِعْرانة. الروض الأُنف (٧/ ٢٧٩)، تاج العروس (١٠/ ٤٤١). مادة (جعر).
(٣) القاموس المحيط ص/ ٣٦٦، مادة: (جعر).
(٤) سورة النحل، الآية: ٩٢.
(٥) انظر: مسائل عبد الله (٢/ ٨٠٢) رقم ١٠٧٢، وكتاب الحج من شرح العمدة لشيخ الإسلام (٢/ ٣٣٠)، والمغني (٥/ ٦٠).
(٦) تقدم تخريجه (٦/ ٦٦) تعليق رقم (٣).