للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في جنازة، فأخذ بيدي فقمنا ناحية، فلما فرغ الناس من دفنه وانقضى الدفن، جاء إلى القبر، وأخذ بيدي وجلس ووضع يده على القبر، وقال: اللهم إنك قلت في كتابك: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} (١)، وقرأ إلى آخر السورة، ثم قال: اللهم وإنا نشهد أن هذا فلان ابن فلان ما كذب بك، ولقد كان يؤمن بك وبرسولك، فاقبل شهادتنا له. ودعا له وانصرف" (٢).

(واستحب الأكثر تلقينه بعد دفنه، فيقوم الملقن عند رأسه بعد تسوية التراب عليه، فيقول: يا فلان ابن فلانة، ثلاثًا. فإن لم يعرف اسم أمه، نسبه إلى حواء، ثم يقول: اذكر ما خرجتَ عليه من الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وبالقرآن إمامًا، وبالكعبة قبلة، وبالمؤمنين إخوانًا، وأن الجنة حقٌّ، وأن النار حقٌّ، وأن البعث حقٌّ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور)؛ لحديث أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مات أحدُكمْ فسويتُم عليه الترابَ، فليقم على (٣) رأسِ قبرِه، ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة، فإنه يسمعُ ولا يجيبُ، ثم ليقلْ: يا فلان ابن فلانة، ثانية، فإنه


= سمع من الإمام أحمد، وكان رجلًا معروفًا، جليل القدر، وعنده عن أبي عبد الله جزء مسائل حسان (توفي سنة ٢٩١ هـ - رحمه الله -). انظر تاريخ بغداد (٢/ ٢٧٨ - ٢٧٩)، وطبقات الحنابلة (١/ ٢٩٣ - ٢٩٤)، والمقصد الأرشد (٢/ ٣٩٨ - ٣٩٩).
(١) سورة الواقعة، الآية: ٨٨، ٨٩.
(٢) طبقات الحنابلة (١/ ٢٩٣ - ٢٩٤)، وكتاب التمام (١/ ٢٦٦ - ٢٦٧)، والمقصد الأرشد (٢/ ٣٩٩)، والمنهج الأحمد (١/ ٢٦١).
(٣) في "ذ" (فليقم أحدكم على).