للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومحمد (١)؛ لأنهم تساوَوا في سبب الاستحقاق، فيتساوَون فيه، فإن الجد والأخ يدليان بالأب، الجد أبوه، والأخ ابنه، وقرابة البنوة لا تنقص عن قرابة الأبوة، بل ربما كانت أقوى، فإن الابن يُسقط تعصيب الأب، ولذلك مَثّله علي (٢) بشجرة أنبتت غصنًا فانفرق منها غصنان، كل منهما إلى الآخر أقرب منه إلى أصل الشجرة. ومثّله زيدٌ (٣) بوادٍ خرج منه نهر، انفرق منه جَدْوَلان، كل واحد منهما إلى الآخر أقرب منه إلى الوادي.


(١) انظر المرجعين السابقين.
(٢) أخرج عبد الرزاق (١٠/ ٢٦٥) رقم ١٩٠٥٨، والبيهقي (٦/ ٢٤٧، ٢٤٨) عن الشعبي قال: كان عمر يكره الكلام في الجد، فلما صار عمر جدًّا، قال: هذا أمر قد وقع، لا بد للناس من معرفته، فأرسل إلى زيد بن ثابت، فسأله، فقال: لا تجعل شجرة نبتت، فانشعب منها غصن، فانشعب من الغصن غصن، فما يجعل الغصن الأول أولى من الغصن الثاني، وقد خرج الغصن من الغصن، فأرسل إلى علي - رضي الله عنه - فسأله، فقال له كما قال زيد: إلا أن جعل سيلًا سال، فانشعبت منه شعبة، ثم انشعبت منه شعبتان، فقال: أرأيت لو أن هذه الشعبة الوسطى رجع [أي: ماؤها]؛ أليس إلى الشعبتين جميعًا.
وأخرج الدارقطني (٤/ ٩٣ - ٩٤)، والبيهقي (٦/ ٢٤٧) من طريق سليمان بن زيد عن زيد بن ثابت: أن عمر استأذن عليه يومًا … ، وضرب له مثلًا, إنما مثله مثل شجرة تنبت على ساق واحد، فخرج فيها غصن، ثم خرج من غصن غصن آخر، فالساق يسقي الغصن، فإن قطعت الغصن الأول رجع الماء إلى الغصن، وإن قطعت الثاني رجع الماء إلى الأول.
وأخرج الحاكم (٤/ ٣٣٩) عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما استشارهم في ميراث الجد والإخوة، قال زيد: فحاورت أنا عمر، فضربت له في ذلك مثلًا، وضرب علي بن أبي طالب وابن عباس مثلًا.
قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين.
(٣) تقدم في التعليق السابق.