للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(و) يستحب (الاستماع لها) أي للقراءة، لأنه يشارك القارئ في أجره.

(ويكره الحديث عندها) أي القراءة (بما لا فائدة فيه) لقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (١) ولأنه إعراض عن الاستماع الذي يترتب عليه الأجر بما لا طائل تحته.

(وكره أحمد السرعة في القراءة، وتأوله القاضي إذا لم يبين الحروف، وتركها) أي السرعة فيه (أكمل) لما تقدم من استحباب الترتيل والتفكر.

(وكره أصحابنا قراءة الإدارة) وقال حرب: حسنة، وللمالكية (٢) وجهان (وهي أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره) قلت: أي بما بعد قراءته، وأما لو


= النافلة. قال ابن كثير في فضائل القرآن ص/ ٢١٠: فيه ضعف.
ومنها: ما رواه ابن عدي (٢/ ٨٥٥)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص/ ٢١٢ رقم ١٩٠، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ٢٠٩)، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٤٠٨) رقم ٢٢١٩، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من سره أن يحبه الله ورسوله، فليقرأ في المصحف. قال ابن عدي: هذا الحديث … بهذا الإسناد منكر. وقال البيهقي: هكذا روى بهذا الإسناد مرفوعًا وهو منكر.
وقد جاء في هذا بعض الآثار:
منها: ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن ص/ ٤٦، وعبد الرزاق (٣/ ٣٦٢) رقم ٥٩٧٩، وابن أبي شيبة (١٠/ ٥٣١)، والطبراني في الكبير (٩/ ١٥٠ و١٥٢) رقم ٨٦٨٧، ٨٦٩٦ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: أديموا النظر في المصحف.
ومنها: ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن ص/ ٤٧، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم. قال ابن كثير في فضائل القرآن ص/ ٢١١: إسناد صحيح.
ومنها: ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن ص/ ٤٦ عن عمر - رضي الله عنه - أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف، فقرأ فيه.
(١) سورة الأعراف، الآية: ٢٠٤.
(٢) انظر المنتقى شرح الموطأ (١/ ٣٤٥)، والذخيرة (١٣/ ٣٤٩).