(ومن أدَّب ولده، أو) أدَّب (امرأته في النشوز، أو) أدَّب (المُعلِّمُ صبيِّه، أو) أدَّب (السلطان رعيَّته، ولم يُسْرِف) الأب أو الزوج أو المُعلِّم أو السلطان (فأفضى) التأديبُ (إلى تَلَفِهِ) أي: المؤدَّب (لم يضمن) المؤدِّب؛ لأنه مأذون فيه شرعًا، فلم يضمن ما تَلِف به، كالحَدِّ.
(وإن أسرف) في التأديب بأن زاد فوق المعتاد (أو زاد على ما يحصُل به المقصود، أو ضَرَب من لا عقل له من صبي) غير مميز (وغيره) كمجنون ومعتوه (ضَمِن) لأنه غير مأذون في ذلك شرعًا.
(ومن أسقطت بطَلَبِ سُلطان أو تهديده) سواء كان طلبها (لحقِّ الله تعالى أو) لحقِّ (غيره) أي لكشف حَدِّ لله أو لآدمي (أو ماتت بوضعها) من الفزع (أو) ماتت من غير وضع (فزعًا، أو ذهب عقلُها من ذلك) أي: من الفزع (أو استعدى إنسان عليها إلى السلطان) بأن طلب منه إحضارها فأحضرها، فحصل لها شيء مما سبق (ضَمِن السلطان ما كان بطلبه ابتداء).
أما الجنين؛ فلما رُوي "أن عمرَ بعث إلى امرأةٍ مُغنِّيةٍ كان رجلٌ يدخلُ إليها، فقالت: يا ويلها ما لها ولعمرَ؟ فبينما هي في الطريقِ، إذْ فَزعتْ، فضربها الطّلْقُ، فألقت ولدًا، فصاح الصبيُّ صيحتين ثمَّ مات، فاستشارَ عمرُ أصحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأشار بعضُهم أنْ ليس عليك شيءٌ، إنما أنتَ والٍ ومؤدِّبٌ، وصمت عليٌّ، فأقبل عليه عُمر، فقال: ما تقولُ يا أبا الحسن؟ فقال: إنْ كانوا قالوا برأيهِم، ففد أخطَأ رأيُهُمْ، وإن كانُوا