للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

(ثم يَرجعُ) من أفاض إلى مكة بعد الطوافِ والسعي، على ما تقدم (إلى منى؛ فَيَبيتُ بها) وجوبًا؛ لحديث ابن عباس قال: "لم يرخِّصْ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأحدٍ يبيتُ بمكة إلا للعباس؛ لأجلِ سقايتِهِ" رواه ابن ماجه (١) (ثلاثَ ليالٍ) إن لم يتعجَّل في يومين، وليلتين إن تعجَّل.

(ويصلي بها ظهْرَ يوم النَّحْر) نصًّا، نقله أبو طالب (٢)؛ لحديث ابن عُمر "أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أفاضَ يومَ النحرِ ثم رجعَ فصلى الظُّهرَ بمنى" متفق عليه (٣).

(ويَرمي الجمرات بها في أيام التشريق) وهي أيام منى الثلاثة التي تلي يوم النَّحْر (كل يومٍ بعد الزَّوال) لقول جابر: "رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يرمي الجمرَةَ ضُحَى يوْمِ النَّحْرِ، ورَمَى بعد ذلك بعد زَوالِ الشمس" (٤). وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لتأخذوا عني


(١) في المناسك، باب ٨٠، حديث ٣٠٦٦. وأخرجه - أيضًا - إسحاق بن راهويه - كما في المطالب العالية (٢/ ٤٧)، حديث ١٢٧٤، وضعف إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة (٢/ ١٤٥) حديث ١٠٦٥. وأخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١١٧) حديث ١١٣٠٧ بنحوه. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢٦٥): وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة لكنه مدلس.
قلنا: معناه في البخاري، في الحج، باب ٧٥، حديث ١٦٣٤، ومسلم في الحج، حديث ١٣١٥ عن ابن عمر - رضي الله عنهما -.
(٢) مسائل أبي طالب كما في كتاب الحج من شرح العمدة لشيخ الإسلام (٢/ ٥٤٦).
(٣) مسلم في الحج، حديث ١٣٠٨، ورواه البخاري في الحج، باب ١٢٩، حديث ١٧٣٢ بنحوه موقوفًا.
(٤) ذكره البخاري تعليقًا في الحج، باب ١٣٤, قبل حديث ١٧٤٦، وأخرجه مسلم في الحج، حديث ١٢٩٩ (٣١٤) موصولًا.